تستعد القوات العراقية لشن "هجوم كبير" على الفلوجة التي يسيطر عليها مقاتلون مرتبطون بتنظيم القاعدة، في وقت أكدت فيه واشنطن أمس أنها تساند بغداد في معركتها مع "القاعدة"، رافضة إمكانية نشر جنود أميركيين على الأرض. في موازاة ذلك، أعلن نائب رئيس الأركان الإيراني الجنرال محمد حجازي أن بلاده مستعدة لمساعدة العراق عسكريا في قتاله ضد مسلحي تنظيم القاعدة. وشهدت منطقة الجزيرة في الأنبار التي تبعد نحو 30 كلم عن الطريق السريع الرابط بين العراق والأردن في ساعة مبكرة من صباح أمس اشتباكات مسلحة بين أبناء عشائر البوبالي وعناصر تنظيم القاعدة. وقال الشيخ سالم الفهداوي ل"الوطن" لقد "حصلت الاشتباكات بعد اختطاف نجل شيخ عشيرة البوبالي من قبل مسلحين استطاعوا الدخول بعشرات العجلات المزودة بأسلحة مضادة للطائرات إلى المنطقة واحتلال محطة الماء، ووجهوا نداءات للأهالي تطالبهم بالامتناع عن مواجهتهم". وأضاف أن أبناء العشيرة "شنوا هجوما لتحرير ابن شيخهم مستخدمين أسلحتهم الخفيفة، فيما استعان الطرف الآخر بالهاونات والقذائف، واستمرت المواجهة ساعات حسمت بعد تدخل المروحيات ووحدات من الجيش"، مشيرا لوقوع قتلى وجرحى بين الطرفين دون معرفة مصير نجل شيخ العشيرة". وفي السياق أعلنت وزارة الدفاع أمس مقتل 55 من عناصر (داعش) وتنظيم القاعدة بينهم أبو دجانة، خلال عملية أمنية نفذتها القوات المشتركة بمساعدة العشائر بمنطقة البو فراج شمالي الرمادي. وقالت في بيان إن "القوات الأمنية تمكنت خلال ضربة جوية دقيقة نفذتها في ضواحي الفلوجة من قتل 30 عنصرا من القاعدة". ومع استمرار الاشتباكات المسلحة في مناطق متفرقة بالأنبار حذر نائب رئيس مجلس المحافظة صالح العيساوي من حدوث كارثة إنسانية في الفلوجة نتيجة نفاذ الغذاء والدواء والوقود والخدمات واضطرار آلاف العوائل فيها للنزوح عنها. وقال إن "الوضع الإنساني في الفلوجة أصبح سيئا للغاية، بسبب عدم وصول المواد الغذائية والأدوية والوقود وانقطاع التيار الكهربائي والماء الصالح للشرب بسبب هروب الموظفين المسؤولين في مديرية ماء المدينة". وبلغ عدد النازحين من المدينة قرابة ثلاثة آلاف أسرة، وفقا لرئيس فرع جمعية الهلال الأحمر في القضاء، عبد الستار العاني أمس. وأوضح ل الوطن "غادر المدينة آلاف الأسر باتجاه الصقلاوية والخالدية والنساف وبعضها إلى محافظة أربيل في إقليم كردستان". وأضاف أن الطريق الرابط بين الفلوجة وبغداد "أصبح خاضعا لسيطرة الأجهزة الأمنية ومسلحي العشائر، وأن أغلب المسؤولين المحليين بالفلوجة غادروها إلى أربيل مع عوائلهم تاركين الأهالي يواجهون الحصار وندرة الخدمات والغذاء والدواء والوقود". في غضون ذلك أطلق ائتلاف القائمة بزعامة إياد علاوي أمس مبادرة باسم "كلنا ضد الإرهاب" للخروج من الأزمة التي تشهدها البلاد. وقال القيادي في الائتلاف حسين الشعلان ل"الوطن" لقد "تضمنت المبادرة 6 نقاط أبرزها سحب الجيش من المدن ووقف التصعيد الإعلامي وتعويض الضحايا من القوات الأمنية والمدنيين في محافظة الأنبار". وشهدت بغداد أمس مقتل مدني وإصابة أربعة بانفجار عبوتين ناسفتين في السوق العربي والشارع الجمهوري وسط العاصمة بجانبها الشرقي.