بعد شد وجذب حسم الائتلاف الوطني السوري وقوى الثورة المناهضة لنظام دمشق قرار مشاركته في مؤتمر جنيف2 بعد أيام وصفت بالعاصفة تسبب بها رفض أقلية من أعضاء الائتلاف المشاركة بالمؤتمر أو بحسب أنهم يرفضون الجلوس على طاولة مع النظام المجرم. وجاءت موافقة الائتلاف السوري على المشاركة في المؤتمر بعيد صراعات كشف عنها عضو اللجنة التأسيسية للائتلاف الوطني الدكتور برهان غليون ل"الوطن" أمس قبيل إعلان الائتلاف الموافقة على الحضور. ومن المفترض أن تشهد جنيف الأسبوع المقبل، النسخة الثانية من مؤتمر تم تأسيسه على أساسٍ مُتفق عليه دولياً، يفترض ألاّ يكون للرئيس الأسد أي دورٍ سياسي في سورية "الجديدة"، وهو ما تعده دمشق "شروطاً مسبقة"، وضعتها ذريعةً للمناورة السياسية، التي ترمي في بداية الأمر ومنتهاه إلى بقاء الأسد في رأس السلطة بسورية. من هذا المنطلق، وجد عضو اللجنة التأسيسية للائتلاف الوطني السوري الدكتور برهان غليون، في تصريحاتٍ ل"الوطن"، أن المنطق يفترض ألاّ يكون "السوريون انتحاريين"، في إشارةٍ منه إلى مواقف الائتلاف الوطني السوري التي كانت ترفض المشاركة في مؤتمر جنيف2. وقال غليون "إن عدم حضور المعارضة السورية في الداخل والخارج للمؤتمر يعني السماح لنظام بشار الأسد بإقناع العالم أننا مُتزمتون، وبالتالي يتم تصديق روايته أنه يُحارب إرهاباً في سورية، وليس ثورة شعب في وجه نظام حكمه، وبهذا الشكل سنترك خصمنا في هذا المنبر الدولي أن ينفرد بإقناع العالم برؤيته". وألمح عضو اللجنة التأسيسية للائتلاف السوري إلى وجود ما وصفه ب"صراعات"، وزاد أكثر من ذلك "نقاشاتنا لا تنتهي"، لكن الأغلبية حسب غليون مع حضور مؤتمر جنيف2. وتتطابق توجهات قوى الثورة السورية مع الرؤية الأميركية، المرتكزة على تنفيذ جنيف2، على أساس جنيف1، الذي يقتضي عدم وجود الأسد في العملية الانتقالية في سورية، حين قال وزير الخارجية الأميركي للصحفيين أول من أمس: "إن نظام الأسد يحاول تضليل المجتمع الدولي، بأنه يحارب الإرهاب والتطرف دفاعاً عن بلاده، والصحيح فيما تشهده سورية أن الأسد هو من جلب الإرهاب إلى سورية. وفي تحذيرٍ أميركي مُبطن للأسد، قال كيري حينها "لا يمكننا السماح بمثل هذا أن يحدث في المنطقة". إلى ذلك، فتحت موسكو أبواب مساعداتها لنظام دمشق على مصراعيه، حيث أكدت معلومات تكثيف الحليف الأبرز لنظام الأسد "روسيا"، من إمدادها العسكري، في خطوةٍ تهدف من خلالها إلى تحسين موقف النظام عسكرياً على الأرض، من أجل فرض أكبر قدر من شروطه في مقابل معارضيه. من جهة أخرى، أظهر تقرير دوري نشرته المفوضية العليا لشؤون اللاجئين نشر في بيروت أمس، أن عدد النازحين السوريين إلى لبنان ارتفع إلى 880 ألفًا و63 نازحًا بعد تفاقم التوتر الأمني في غالبية المدن السورية وأريافها، مبينا أن جميع هؤلاء مسجلون على قيود مفوضية اللاجئين.