عقد وزراء خارجية الدول العربية اجتماعاً غير عادي في مقر الجامعة أمس برئاسة وزير خارجية ليبيا محمد عبدالعزيز، خُصص لمناقشة بند واحد هو تطورات الأزمة السورية وفرص مشاركة المعارضة في مؤتمر «جنيف 2». واستمع الوزراء إلى تقارير من الأمين العام للجامعة نبيل العربي ورئيس الدورة فيما تحدث رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد الجربا أمام الوزراء. ودعم الاجتماع ضرورة مشاركة المعارضة في «جنيف 2» الذي لم يتحدد موعده بعد، وشددوا على أن لا حل عسكرياً للأزمة السورية داعين إلى عمل كل ما من شأنه التوصل إلى حل سياسي ومساندة الشعب السوري ودعوة دول الجوار إلى إغاثة النازحين بكل الوسائل الممكنة. ويحدد الائتلاف موقفه من المشاركة في «جنيف 2» في اجتماع الهيئة العامة للائتلاف في اسطنبول يومي 9 و10 من الشهر الجاري. وسبقت الاجتماع الوزاري، الذي التأم في وقت متأخر مساء أمس، مشاورات عدة حيث التقى العربي مع عبدالعزيز ووزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار كلاً على حدة، بهدف التنسيق في شأن المواقف المنتظر اتخاذها في الاجتماع. وكان العربي التقى مساء السبت الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية في سلطنة عمان يوسف بن علوي عضو اللجنة الوزارية العربية المعنية بالوضع في سورية التابعة لمجلس الجامعة، كما التقى وفداً من المعارضة السورية برئاسة الجربا وعضوية القياديين في الائتلاف ميشيل كيلو وهيثم المالح وبرهان غليون. وفصل القيادي والرئيس السابق للمجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون عن المعوقات التي تؤجل حتى الآن قرار المشاركة في مؤتمر «جنيف 2»، وقال «نحن أمام معادلة صعبة ومقترح علينا أن نخوض في مفاوضات في مؤتمر غير واضح الهوية ويمكن أن يفسر بأشكال شتى ومن دون ضمانات بأنه سيفضي إلى نتيجة». وقال غليون أمس، في جلسة بحثية في مجلة «الديموقراطية» التي تصدرها «مؤسسة الأهرام»، إن سورية من الممكن أن تصبح اليوم بؤرة لزعزعة الاستقرار في كل الدول العربية، مشيراً إلى معارك عدة على رأسها المعركة السورية - السورية، ومعركة إقليمية للقوى التي تريد الحفاظ على مواقعها، ثم معركة دولية على سورية. وقال نحن في معركة متعددة الأبعاد والجوانب واستطاع السوريون الصمود على رغم ذلك. ودعا غليون إلى الاعتراف بأن الحسم العسكري صار أصعب، حيث نجح النظام في أن يحشر الإرهاب كورقة في الصراع، سواء كان هو مموله أو من فتح له الباب، لكي ينفي عن الثورة شعبيتها، إنما هي مؤامرة كونية. وعن موقفه الشخصي من «جنيف 2» تساءل غليون هل يمكن أن تستفيد الثورة من «جنيف 2»؟، وأعرب عن اعتقاده بأن «جنيف 2» يعني المعارضة أكثر من النظام، لأن النظام مستمر في القتل اليومي، ونحن معنيون بوقف العنف والدمار وبحل سياسي لهذه الأزمة. وشدد على أنه ليس ل «جنيف 2» أي قيمة إلا إذا تحول إلى مؤتمر جدي يؤدي إلى حل سياسي. وقال إذا كنا سنذهب لإعطاء المجتمع الدولي مبرراً لاستقالته، أو للنظام فرصة للقتل، فإننا لن نذهب. وأكد أن المعارضة ستذهب إلى «جنيف 2» إذا كان سيؤدي إلى الانتقال إلى نظام ديموقراطي تعددي لا يميز بين السوريين. وأعرب عن اعتقاده بأن هذا هو التحدي الذي يواجه المعارضة، أن نستفيد من «جنيف 2» في موازاة العمل القتالي الذي قدم فيه الشعب السوري تضحيات جسيمة. وقال نوافق على «جنيف 2» إذا كان مساراً يخفف من الضحايا ويسرع لإخراج سورية إلى الحل السياسي.