كشف وكيل وزارة الشؤون البلدية والقروية للشؤون البلدية يوسف السيف ل"الوطن"، أن وزارته تعكف حالياً على تجهيز 5 مختبرات لإجراء فحوصات يومية على المنتجات التي تصل للمستهلكين، مشيرا إلى وجود 9 مختبرات تعمل حاليا وتنتشر في أنحاء المملكة، وتتوزع في أسواق الخضار والفواكه وعدد منها في الأمانات. وأوضح السيف عقب ورشة عمل "الملوثات والمتبقيات في الأغذية" التي بدأت أمس في مقر الوزارة بالرياض وتستمر حتى الغد، أن الوزارة لا تتوقف عن المراقبة ورصد المشكلات من خلال المختبرات المعنية بذلك على مدار العام بشكل يومي. من جهته، أكد المستشار غير المتفرغ بالهيئة العامة للغذاء والدواء الدكتور عبدالله الدوسري أن المملكة تفقد من إنتاجها للتمور ما نسبته 40% على مستوى المملكة نتيجة وجود الآفات الزراعية وعدم استخدام المبيدات. وكشفت الدراسة التي أعدها الدوسري أن 57% من عمالة مزارع الخرج لا يقرؤون ولا يكتبون، وأن المبيدات التي تستخدم في المزارع يجب قراءة التوجيهات المدونة بكل مبيد، الأمر الذي يفتقده معظم عمال المزارع، مشدداً على ضرورة الحاجة للمبيدات لما تسجله كثير من الدول من خسائر كثيرة نظراً لعدم استخدام المبيدات. واستشهد بأميركا اللاتينية التي تقدر نسبة الفقد فيها بنحو 40% من المنتجات الزراعية. إلى ذلك، كشف مدير إدارة المختبرات في وزارة الشؤون البلدية والقروية الدكتور عبدالحكيم الجبير في دراسة مسحية للكشف عن بقايا المبيدات في الأغذية لعدد 4 آلاف عينة في 7 مناطق بالمملكة في مدة زمنية قدرها 3 سنوات، أن 68.4% من إجمالي عدد العينات خالية تماماً من بقايا المبيدات، وأن 26.2% من العينات وجدت بها بقايا المبيدات، ولكن ضمن الحدود المسموح بها، في حين تجاوزت بقايا المبيدات في الأغذية الحد المسموح به في 5.4% من إجمالي العينات. وعلق السيف على هذه الدراسة بأنها لا تعني أن الوزارة متوقفة بل لديها عينات تؤخذ يوميا من خلال المختبرات ال9 على مستوى المملكة في الأمانات وأسواق الخضار بهدف تقليل النسبة بشكل أكثر، مشيراً إلى أن المختبرات تحلل المنتجات بشكل يومي وتزود الوزارة بالنتائج بشكل مستمر. على صعيد آخر، دعا رئيس قسم السموم والمختبر الملكي في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث الدكتور محمد الطفيل المستهلكين الذين يستخدمون الأعشاب للعلاج إلى الحذر، لافتاً إلى وجود أعشاب ملوثة بالمبيد أو غير آمنة وملوثة بالمعادن، وأضاف أن هناك أعشاباً سعودية نجحت في علاج بعض الأمراض، وهذا أنتج فكرة خاطئة وهي أن جميع الأعشاب مفيدة. وروى الطفيل قصة لسيدة سعودية تبلغ من العمر 35 عاماً ترقد حالياً بمستشفى التخصصي تعرضت لتلف بالكبد، بعد أن استخدمت نوعاً من الأعشاب للعلاج، واتضح أن تلك العشبة ملوثة، مشيراً إلى أن الأعشاب التي يروج لها لا بد من فحصها والتأكد من خلوها من المبيدات، حتى لا يفقد المستهلكون صحتهم.