أبدى عدد من أهالي قرى قبيلة البهشة (حبكان، الأثب، العرفج، صلحلح، بهوان، الأقفية) بسهول بللحمر شمال شرق منطقة عسير استياءهم من النقص الحاد في الخدمات الحياتية والأساسية، مطالبين بإيجاد كل ما يفتقرون إليه من مركز تابع للإمارة، ومركز شرطة، ومركز دفاع مدني، ومكتب ضمان اجتماعي، ومستشفى. وأشار بعضهم إلى افتقار القرى لمشاريع سفلتة الطرق المكلفة بها إدارة النقل، داعين هيئة حقوق الإنسان إلى زيارة القرى للوقوف على نقص الخدمات الحياتية. وأوضح نائب قبيلة آل ربيع البهشة الشيخ مشبب بن عوضة آل لافي أن القرى تفتقر إلى معظم الخدمات كالمواصلات والخدمات الصحية ومدارس ثانوية للبنين والبنات. وأشار آل لافي إلى أن القرى تعاني من نقص مياه الشرب المحلاة، فما زال بعض السكان يعتمدون على الآبار لجلب مياه الشرب، مما اضطر بعض المواطنين لإنشاء بعض السدود الترابية لحجز مياه السيول للاستفادة منها. وبيّن الشيخ مشبب بن سعيد بن لافي أن القرى في أمسّ الحاجة إلى مركز كضابط اجتماعي وإداري للمنطقة، وإلى مركز شرطة لتوفير الأمن والأمان، وكذلك مستشفى وعدد من مراكز الرعاية الأولية لتوفير الخدمة الصحية حيث إن هناك مركزين يفتقران لوجود أخصائيين. وأشار ابن لافي إلى أن أقرب مستشفيين حكوميين للقرية هما مستشفى عسير المركزي بأبها ويبعد حوالي 80 كيلو مترًا، ومستشفى خميس مشيط العام ويبعد حوالي 60 كيلو مترًا وكل الطرق إليهما وعرة نسبيًا وتفتقر إلى وسائل السلامة. وأكد المواطن سعيد بن مسفر آل صوفان أهمية وجود شبكة طرق تربط قرى البهشة ببعضها، مشيرًا إلى أهمية موقع القرى الاستراتيجي حيث يربط شرق عسير (طريق الرياض - وادي ابن هشبل) بغرب عسير (طريق الطائف - عقبة شعار). وبيّن أن حدود وأوتاد طريق حبكان إلى الجبال البيض بالعرفج التي حددتها إدارة النقل قبل أشهر ما زالت موجودة وواضحة لكن لم يحدث تحرك من الإدارة حتى الآن. وأكد المواطن سعد بن نويهض أن عدد سكان القرى يقدر بأكثر من 3 آلاف نسمة، يفتقرون إلى الخدمات مثل سفلتة الطرق وربط القرى، وبناء عبّارات للطرق التي تمر من خلال الأودية. وأشار ابن نويهض إلى الحاجة الماسة لمكتب ضمان اجتماعي، وخدمات بنكية. وأفاد المواطن عبدالعزيز بن جندب أن القرى تفتقر بأكملها إلى مدارس ثانوية للبنات مما تسبب في حرمان بعض البنات من مواصلة دراستهن. وأشار ابن جندب إلى وعورة الطريق المؤدي إلى بئر وخا الواقع في وادي عياء على بعد 30 كيلو مترا من قرية بهوان، مبينًا أن البئر هي المصدر الرئيسي لمياه الشرب للقرى. وطالب المواطن عبد الرحيم بن محمد آل حثلة هيئة حقوق الإنسان بزيارة قرى البهشة والوقوف على نقص الخدمات التعليمية والصحية والأمنية والبلدية. وناشد آل حثلة المجلس البلدي ببللحمر زيارة القرى للوقوف على الخدمات والاحتياجات المطلوبة. وأكد سعيد آل حثلة أن هناك توجيهات لدى رئيس مركز بللحمر من إمارة منطقة عسير بالإشراف على تنفيذ مشاريع قرى سهول بللحمر (الأثب وبهوان وهجرها) وتلك التوجيهات متمثلة في عدة أوامر وأرقامها 6380 في 27 /1 /1429، و23802 في 1 /5 /1430 والأمران مقيدان بمركز بللحمر برقم 1770 في 13 /6 /1430. من جانبه، أوضح مساعد مدير شؤون مراكز الرعاية الصحية الأولية بعسير عبد الله الشهراني أن المراكز النائية حسب نظام وزارة الصحة لا تحتاج لأخصائيين وإنما تكتفي بطبيب عام وكادر تمريض فقط. وبيّن مدير العلاقات العامة والإعلام التربوي بإدارة التربية والتعليم للبنات بعسير أحمد آل مفرح أن عدد الطالبات في قرى البهشة لم يصل إلى العدد الكافي وفق معيار الوزارة لإنشاء المدرسة، مشيرًا إلى أنه تم الاكتفاء بالقرى المجاورة التي تحتوي على مدارس البنات. وأكد مدير إدارة الطرق والنقل بعسير علي بن مسفر ل"الوطن" أن مشروع الطرق الرابطة لقرى البهشة في مرحلته الأولى وتمت ترسيته على المقاول بطول 35.5 كيلومترا تقريبًا بتكلفة تجاوزت 33.106 مليون ريال، ويجري العمل في تنفيذه قريبًا. وبيّن ابن مسفر أن المتبقي في المرحلة الثانية أكثر من 20 كيلومترا بتكلفة تتجاوز 55 مليونا و328 ألف ريال، وسيتم طلبها من ميزانية الوزارة عام 1431 – 1432.