فيما أدى نائبا الرئيس عمر البشير، ووزراء الحكومة الجديدة القسم بالقصر الجمهوري أمس، قللت قوى سياسية من التعديلات الحكومية، معتبرة خروج رجل الإنقاذ القوى علي عثمان محمد طه من الحكم انتصاراً لجناح على آخر في الحرب المستعرة داخل أروقة الحزب الذي حكم البلاد منذ 24 عاماً. وقلل الأمين العام للحركة الشعبية "قطاع الشمال" ياسر عرمان، من أهمية التعديلات الوزارية، وقطع بأنها لا تحمل جديداً. وقال إن ما حدث ليس سوى محاولة قديمة من البشير لتنصيب بكري حسن صالح وإخراج نائبه الأول علي عثمان. واعتبر عرمان التعديلات انتصاراً لجناح البشير، مبيناً: "البشير كان يدير الحكم من الكواليس، الآن البشير وبكري وعبدالرحيم عززوا قبضتهم على السلطة وأصبح الإسلاميون بشكل أوضح يخدمون نظام المجموعة العسكرية الأمنية داخل حركة إسلامية غير موجودة". من جهة أخرى، أعلن مساعد رئيس الجمهورية رئيس وفد التفاوض الحكومي إبراهيم غندور، تأجيل المفاوضات بين الحكومة والحركة الشعبية لتحرير السودان "قطاع الشمال" والتي كانت مقررة فى 12 ديسمبر الجاري بأديس أبابا، لأجل غير مسمى. وعزا غندور التأجيل لوفاة الزعيم الأفريقي نيلسون مانديلا، وقال إنه كان يعتزم التوجه السبت المقبل إلى يوغندا ومنها إلى أديس لكنّ إخطاراً وصله من الوساطة الأفريقية بأن رحيل مانديلا يستدعي تأجيل الجولة لمشاركة رئيس الآلية الأفريقية للوساطة ثامو أمبيكي، في مراسم تشييع الزعيم الراحل، مؤكداً جاهزية واستعداد الحكومة للتفاوض بشأن المنطقتين. وفى سياق آخر، وصف نائب رئيس جنوب السودان جيمس واني، مجموعة من قيادات الحركة الشعبية لتحرير السودان، الحزب الحاكم فى جوبا ب"المتمردين". وقال إن ما تقوم به مجموعة ريك مشار يُعتبر "تمردا على الحركة"، واصفا إياهم ب"بفاقدي السلطة". وتابع "حزبنا بقيادة الرئيس سلفاكير ميارديت، حريص على الحوار ووحدة الصف، لذلك سنعمل على الحوار مع هؤلاء حتى نتمكن من إقناعهم بالعودة إلى قيادة الحزب، لكن إذا رفضوا ستكون لنا حدود في التعامل معهم".