تعثرت المفاوضات بين السودان وجنوب السودان باديس ابابا وساد الجمود عملية التفاوض المباشر لاسيما بعد وصول الاطراف لطريق مسدود بشأن الخارطة الافريقية ومنطقة الميل "14" في وقت وصل لمقر المفاوضات وزير الدفاع عبدالرحيم احمد حسين بعد ان اجرى مشاورات قصيرة مع الرئيس عمر البشير ونائبه الاول علي عثمان محمد طه الذي استدعاه من مقر التفاوض. وابلغ سفير السودان باديس ابابا عبدالرحمن سر الختم فضائية الشروق عن مقترحات جديدة قال ان الوساطة الافريقية طرحتها للتفاوض بشأنها متعلقة بالخارطة ومنطقة الميل "14" الا ان وفد التفاوض الجنوبي نفا تماما تقدم الوساطة باي مقترحات جديدة بشأن الخارطة وقال رئيس الوفد دينق الور ل"الرياض" ان المواقف بشأن الخارطة لم ترواح مكانها كما ان الوساطة حتى الان لم تقدم اي مقترحات جديدة. الي ذلك اكد الناطق الرسمي باسم وفد دولة الجنوب عاطف كير ان التعقيدات مازالت تحيط بملف الحدود واشار لعدم التقدم في ذلك الملف وذكر ان الاجتماعات حول الترتيبات الامنية متوقفة تماما بسبب رفض حكومة الخرطوم للخارطة الافريقية ووضعها لشروط تعجيزية للقبول بها واشار الى ان التفاوض الجاري حاليا فقط حول النفط والحدود وكشف كير عن خلافات حول مرجعيات عمل خبراء الاتحاد الافريقي لمسادة الطرفين في قضية الحدود واكد ان جوبا حتى الان لم تفقد الامل في الوصول لاتفاق حول كافة القضايا العالقة قبل انتهاء المهلة المحددة بالثاني والعشرين في حال توفر الارادة السياسية من قبل الخرطوم وجدد رفضهم القاطع للاتفاق حول ملف بمعزل عن الملفات الاخرى وشدد "رؤيتنا التوصل لاتفاق شامل وكامل حول كافة القضايا العالقة كحزمة واحدة" واكد كير ان الكرة الان في ملعب الوساطة الافريقة لفك جمود التفاوض. في السياق ذاته فشلت الوساطة الافريقية في اقناع وفد الحركة الشعبية "قطاع الشمال" في الدخول بمفاوضات مباشرة مع الحكومة حول المسارات السياسية والعسكرية والامنية وغادر وفد الحركة الشعبية بقيادة رئيسها مالك عقار مقر المفاوضات باديس ابابا امس الى واشنطن في وقت قلل وفد الحكومة المفاوض برئاسة كمال عبيد من خطوة الحركة وقال كمال عبيد في تصريح لفضائية الشروق "ان المفاوضات الجارية لا تعني قطاع الشمال في شيء وخاصة بالمنطقتين" واضاف "اصلا لا يوجد حوار مباشر مع قطاع الشمال". واكدت مصادر ل"الرياض" ان وفد الحركة المكون من مالك عقار وعبدالعزيز الحلو وياسر عرمان توجه ثلاثتهم امس الى واشنطن لعقد سلسلة اجتماعات مع الخارجية ومبعوث الرئيس الامريكي الخاص الى السودان برينستون ليمان وذكرت ان الزيارة تأتي بدعوة من واشنطن التي تحاول الضغط على اطراف النزاع للوصول لسلام. من جانبه اكد رئيس الوفد الحكومي لمفاوضات منطقتي النيل الازرق وجنوب كردفان د. كمال عبيد ان مغادرة قادة قطاع الشمال الى امريكا شأن يخصهم ولا يعني الوفد الحكومي في شيء موضحا ان وفده حضر بدعوة من الوساطة الافريقية وفقا لموعد معلوم مسبقا وقدم رؤيته للوساطة حول الحل النهائي للنزاع في المنطقتين. واضاف عبيد للمركز السوداني للخدمات الصحافية ان الوفد الحكومي اكد للوساطة بالوثائق والادلة التزام السودان عمليا بفك الارتباط مع اي مكوّن عسكري جنوبي في كافة القوات النظامية بالشمال مبينا ان الوفد الحكومي سيظل موجودا بأديس ابابا رغبة منه في الوصول الى حل لكافة القضايا المطروحة. واكدت مصادر باديس ابابا ان وفد الحركة الشعبية عقد اجتماعا امس مع الوساطة الافريقية برئاسة ثامبو امبيكي ونائبه رئيس نيجيريا الاسبق عبد السلام ابوبكر، واوضحت ان الاجتماع ناقش المسار الانساني حول توصيل الاغاثة الى ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق بجانب المسار السياسي. واكدت المصادر ان وفد الحركة قدم افكارا جديدة حول المسارين وذكرت ان الحركة ابلغت الوساطة رفضها القاطع لايصال المساعدات للمتضررين بالولايتين عبر الخرطوم واوضحت انها ابلغت الوساطة برغبتها في اشراك عدد من رؤساء الاحزاب والحركات المعارضة في المفاوضات الخاصة بالمسار السياسي واكدت انها ستدفع بقائمة تحمل اسماء تلك الاحزاب والشخصيات. الى ذلك قال الامين العام لقطاع الشمال ياسر عرمان تعليقا على مغادرتهم لمقر المفاوضات "تركنا باديس من يمثلنا وان حدث اي جديد سنعود لاديس ابابا".