اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي المسجد الأقصى المبارك أمس، وأطلقت قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع باتجاه المصلين، قبل أن تحاصر المئات منهم في المسجد القبلي لمدة ساعتين، بادعاء رشقهم قوات الاحتلال بالحجارة. فما أن انتهت صلاة الجمعة حتى دوت في ساحات المسجد أصوات قنابل الصوت، وانتشرت في الأنحاء رائحة الغاز المسيل للدموع، مما أدى إلى إصابة العشرات من المصلين بحالات اختناق نتيجة استنشاقهم الغاز المسيل للدموع، حيث تم علاجهم في عيادات المسجد.ولم تكتف قوات الاحتلال بذلك، بل لاحقت مئات المصلين إلى المسجد القبلي، حيث تم حصارهم هناك بعد إغلاق أبواب المسجد بالسلاسل الحديدية لنحو ساعتين، قبل انسحاب القوات الإسرائيلية وسط صيحات التكبير من المصلين. وكانت الشرطة الإسرائيلية ادعت أن شبانا فلسطينيين ألقوا الحجارة باتجاه عناصر الشرطة الإسرائيلية التي وجدت عند باب المغاربة، في الجهة الغربية من المسجد الأقصى. وكانت حالة من التوتر الشديد قد سادت في المكان خلال الأيام القليلة الماضية بعد اقتحام مجموعات من المستوطنين، للمسجد وعدة محاولات فاشلة لإدخال الشمعدان اليهودي بمناسبة ما يسمى عيد الأنوار اليهودي "الحانوكاه". إلى ذلك، أنهى وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس زيارة إلى المنطقة التقى خلالها 3 مرات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ومرة واحدة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وتركزت محادثات الوزير الأميركي على بحث اقتراحات تقدمت بها بلاده حول الترتيبات الأمنية لمرحلة ما بعد تطبيق حل الدولتين. والتزام الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي الصمت إزاء هذه المقترحات. وبدا كيري متفائلاً للغاية في نهاية جولته إذ قال "أعتقد أننا أقرب مما كنا منذ سنوات لتحقيق السلام والاستقرار والأمن للشعوب في الشرق الأوسط". وكان كيري قد جدد أول من أمس لدى لقائه نتنياهو التزام بلاده القاطع بأمن إسرائيل. وأشار إلى وجود مخاوف حول "السيادة" من الجانب الفلسطيني ومخاوف إسرائيلية حول "الأمن"، بعد أن أمضى 3 ساعات من المحادثات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس وقبلها للمدة نفسها مع نتنياهو. وقال كيري بعد لقائه عباس "إنه تحدث بالتفصيل عن مسائل الأمن في المنطقة، وخصوصاً بالنسبة لدولة إسرائيل، وكذلك لدولة فلسطين المستقبلية".وكرر الوزير الأميركي حديثه حول تحقيق "بعض التقدم"، دون الإدلاء بمزيد من التفاصيل، وتحدث عن إمكانية زيارته للمنطقة "بعد نحو أسبوع". وأضاف "هنالك أسئلة حول السيادة والاحترام والكرامة التي من الواضح أنها مهمة للجانبين. هنالك أسئلة جادة للغاية حول الأمن. وحول القضايا طويلة الأمد، وكيفية إنهاء هذا النزاع مرة واحدة وإلى الأبد".