بينما توقع وزير الدفاع السوداني عبد الرحيم محمد حسين أن تشهد الفترة المقبلة تنفيذ حركات التمرد المسلحة لعمليات اغتيال في أوساط الدستوريين والقادة الحكوميين، توعدت الحركات القوات الحكومية التي تنوي مهاجمتها بولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان ودارفور بما أسمته "العشاء الأخير". وقال المتحدث باسم متمردي جنوب كردفان أرنو نقوتلو لودي إن قواته تمكنت من تدمير متحرك للقوات الحكومية بجانب قوات أخرى خرجت من مدينة الدلنج لمساندته. وأضاف "هناك العديد من الجثث على الطريق، إضافة إلى عدد كبير من الجرحى وسط القوات الحكومية". وأضاف أن قوات الجبهة الثورية تمكنت من تدمير 3 دبابات، و 6 عربات دفع رباعي محملة بالمدافع، وعربة تانكر وقود، إضافة للاستيلاء على 13 عربة أخرى. وكانت الحكومة السودانية قد أبلغت الحكومتين الأميركية والفرنسية أنها بصدد حسم المتمردين فى دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان، باعتباره واجباً من واجبات الحكومة تجاه شعبها، وأنها ماضية في الوقت ذاته في كافة الطرق التي تؤدي للسلام. وعبر القائم بالأعمال الأميركي، جوزيف ستانفورد، عن أسف بلاده لأعمال العنف القبلي التي اندلعت مؤخراً بدارفور، مشيراً إلى أنهم يشجعون الحركات المسلحة على توضيح رؤيتها بشأن العملية السلمية، ويدعون في ذات الوقت الحكومة السودانية لوضع تلك المطالب في الاعتبار، بغية التوصل لحلول مشتركة تفيد في إحلال السلام. من جهتها، اتهمت الأممالمتحدة، كلا من الحكومة السودانية والمتمردين بمنع أطقمها الصحية من تنفيذ حملة التطعيم ضد شلل الأطفال التي يستفيد منها 160 ألف طفل في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق. وقال مدير العمليات في مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بالأممالمتحدة جون جينج، إنه حض مجلس الأمن على ممارسة الضغط كي تتوقف هذه الأعمال ويتمكن أطباء المنظمة وفريقها من القيام بمهامهم. في سياق منفصل، قررت ولاية نهر النيل، شمال السودان نقل كافة أسواق التعدين الأهلي إلى خارج مدينة أبو حمد وتعزيز الوجود الأمني حولها، وذلك كحل جزئي لمواجهة موجة الاحتجاجات التي شهدتها المدينة في أعقاب تعرض إحدى الطالبات للطعن بواسطة مجهول. وكان آلاف المواطنين قد اعتصموا خلال الأيام الماضية للمطالبة ببسط الأمن وإزالة سوق التعدين. ورغم أن قوات الأمن حاولت تفريق المعتصمين بالغاز المسيل للدموع، إلا أنهم أصروا على مواصلة اعتصامهم لحين الاستجابة لمطالبهم، كما هاجم بعضهم اللجنة الأمنية التي كونها والي الولاية للتفاوض معهم.