حذرت الخرطوم متمردي «الحركة الشعبية - الشمال» من تبعات الإنذار الذي وجهوه إلى سكان مدينة كادوقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان المتاخمة لجنوب السودان لإخلائها، واعتبرت ذلك «جريمة إنسانية». وأعلنت استعدادها لإجراء محادثات مع المتمردين وانها في انتظار الوسطاء الأفارقة لتحديد موعد لذلك. ووصفت وزارة الخارجية السودانية في بيان أمس إنذار متمردي الحركة لسكان كادوقلي لإخلائها بعد يومين من قصفها ومقتل ثلاثة مدنيين وإصابة 11 آخرين تمهيداً لعمليات عسكرية جديدة بأنه «نهج إجرامي من شأنه أن يقوض كل جهود السلام والاستقرار، ويطيل من أمد المعاناة الإنسانية في المنطقة». ونددت «بما تمارسه المجموعة المتمردة من تخريب وترهيب للمواطنين»، مجددة مناشدتها المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والإقليمية «تبني خطوات تضع حداً للتهديد الذي تمثله المجموعات المسلحة للسلم والأمن». ورأت في «استمرار احتضان بعض الدول قيادات وعناصر متمردي الحركة الشعبية وبقية الحركات المسلحة الرافضة للسلام والدعم السياسي والمادي والعسكري الذي تقدمه لها هذه الدول، تشجيعاً على الاستمرار في ممارساتها الإجرامية وتهديدها للسلم والأمن في السودان وفي كل المنطقة». وكانت «الحركة الشعبية - شمال» التي تخوض حرباً ضد الحكومة السودانية منذ نحو عامين دعت مواطني مدينة كادوقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان إلى الخروج منها للحفاظ على أرواحهم. وقال الناطق باسم الحركة ارنو نقوتلو لودي إن دعوة حركته للمواطنين «جادة حتى لا يستخدمهم حزب المؤتمر الوطني (الحاكم) دروعاً بشرية في الحرب التي تشهدها الولاية»، نافياً أن يكون هجوم قواته محاولة لإفساد زيارة الرئيس السوداني عمر البشير إلى جوبا عاصمة دولة جنوب السودان يوم الجمعة الماضي. وأضاف أن الجيش الحكومي «ظل يقصف المدنيين في مناطق دارفور وولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان طوال الشهر الماضي وما زال يواصل عمليات القصف الجوي وحرق القرى، ونحن نقوم بالدفاع عن مواطنينا ونرد على القوات الحكومية بقصفها، لكنها تحتمي وسط مساكن المدنيين، لذلك ندعو المواطنين إلى إخلاء مدينة كادوقلي حتى لا يستخدمهم الجيش رهائن ودروعاً بشرية». واعتبر مساعد الرئيس السوداني نافع علي نافع الهجوم الأخير الذي تعرضت له مدينة كادوقلي «محاولة يائسة استهدفت اتفاقات التعاون بين دولتي السودان وجنوب السودان لكنها زادت الاتفاق قوة». وشدد خلال لقاء جماهيري في محافظة الحصاحيصا في ولاية الجزيرة وسط البلاد أمس على التزام الدولة وتمسكها باتفاق التعاون مع حكومة الجنوب، مشيراً الى أن «الاتفاقات لن تتأثر بمثل تلك المحاولات اليائسة». واتهم قادة الحركة مالك عقار وعبدالعزيز الحلو وياسر عرمان بأنهم «غير راغبين في السلام»، معتبراً أن «قواعدهم ستتخطاهم وتنضم إلى عملية السلام، وقيادات التمرد سعت الى قصف كادوقلي في الوقت الذي كان يزور فيه البشير جوبا بغرض تعكير وعرقلة الاتفاق بين الخرطوموالجنوب». وأعلن رئيس وفد الحكومة السودانية للتفاوض مع «الحركة الشعبية - الشمال» إبراهيم غندور استعداد حكومته للحوار مع المتمردين وأنها في انتظار تحديد موعد من أجل بدء الحوار. وقال في مؤتمر صحافي امس: «اتصلنا بالوساطة الأفريقية وأكدنا استعدادنا التام لإنطلاق الحوار الذي نتمنى أن يفضي إلى سلام». وأفاد بأن هناك لقاءات ستتم مع البشير ونائبه علي عثمان طه لاعتماد الوفد المفاوض بصورته النهائية. وشدد على أن «التفاوض سيكون تحت مظلة الاتحاد الأفريقي ولا مجال لأي تدخلات من جهات أخرى». من جهة أخرى، دعت هولندا رعاياها في السودان إلى «أخذ الحيطة والحذر سواء كان في الخرطوم أم في أي مكان آخر داخل البلاد بسبب حالات خطف في الآونة الأخيرة». وقالت السفارة الهولندية في رسالة الكترونية لرعاياها في السودان إنها «تملك معلومات بوجود خطف يحدث في دارفور وأن هناك مؤشرات خطيرة بانتشار حالات خطف في أجزاء واسعة من السودان بما فيها الخرطوم». وفي حين رفض وكيل وزارة الخارجية السودانية رحمة الله عثمان التعليق على التحذير نافياً علم الوزارة بصدوره، قلل مصدر ديبلوماسي سوادني من أهمية هذا التحذير قائلاً ان «عدداً من الدول الأوروبية والولايات المتحدة درجت على إرسال رسائل تحذيرية بين الفينة والأخرى لإعطاء إحساس بأن السودان لا يتمتع باستقرار كامل».