دارت اشتباكات عنيفة امس الاحد بالاسلحة الثقيلة بين "الجبهة الثورية"، وهي تحالف يضم ثلاث حركات متمردة في اقليم دارفور غرب السودان، والجيش السوداني قرب كادقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان اثر هجوم شه المتمردون على القوات الحكومية، كما اعلن الطرفان اللذان اكد كل منهما انه كبد الاخر "خسائر كبيرة" في الارواح والعتاد. وحصلت الاشتباكات في منطقة الدندور على بعد 15 كلم جنوب كادقلي بحسب ما اوضح المتحدث باسم الجيش السوداني العقيد الصوارمي خالد سعد في بيان نشرته وكالة الانباء السودانية الرسمية (سونا) مساء امس. وجاء في البيان انه "في السادسة من صباح اليوم الاحد قامت فلول الحركات المتمردة بمهاجمة منطقة الدندور بولاية جنوب كردفان مستخدمة الدبابات والمدفعية"، مضيفا ان القوات السودانية "تصدت لفلول المتمردين وتمكنت بحمد الله من تكبيدهم خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات". واوضح ان "القوات المسلحة تمكنت من الاستيلاء على دبابتي ت55 بحالة جيدة، فيما قتل اكثر من 70 متمردا وهرب من تبقى من فلولهم الى خارج المنطقة"، مشيرا الى ان الجيش "يواصل عمليات المطاردة والتمشيط". من جهته اكد متحدث باسم المتمردين وقوع الهجوم، نافيا الحصيلة التي اوردها الجيش ومؤكدا في المقابل على ان المهاجمين أسقطوا مروحية للجيش السوداني ودمروا له دبابة وآلية عسكرية. وقال ارنو لودي المتحدث باسم الحركة الشعبية شمال السودان لوكالة فرانس برس عبر الهاتف من كينيا "قامت قوة تابعة للجبهة الثورية بمهاجمة منطقة الدندور ودمرنا للقوات الحكومية دبابة وعربة لاندكروزر عسكرية وفقدنا خمسة من رفاقنا شهداء كما اسقطنا طائرة هليكوبتر احترقت في الجو وسقطت قرب كادقلي". والجبهة الثورية هي تحالف يضم ثلاث حركات متمردة في اقليم دارفور (العدل والمساواة وحركة تحرير السودان جناح مني مناوي وحركة تحرير السودان جناح عبدالواحد نور اضافة الى الحركة الشعبية شمال السودان التي تقاتل الحكومة في ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق). وتهدف الجبهة الى اسقاط حكومة البشير الذي يمسك بالسلطة في الخرطوم منذ عام 1989 واقامة نظام حكم ديموقراطي يحترم التعدد الاثني في السودان. والشهر الماضي قامت الجبهة الثورية بمهاجمة مدينة ام روابه شمال كردفان في عملية تعتبر الاكثر جرأة منذ مهاجمة العدل والمساواة للعاصمة السودانية العام 2008. واعلنت ان هجومها على شمال كردفان هو جزء من استراتيجيتها للزحف نحو الخرطوم واسقاط النظام.