اعتبر أستاذ المكتبات والمعلومات الدكتور عبدالرحمن المزيني المكتبات الوقفية من أهم دعائم الحضارة الإسلامية في وقت مبكر، ولعبت دوراً كبيرا في حفظ وصيانة كنوز المعرفة وتوفرها، مما خلق نشاطا في الحركة الثقافية والتأليف في المدينةالمنورة. وقال في ندوة نظمها نادي المدينةالمنورة الأدبي أخيرا بعنوان "المكتبات الوقفية والعامة في المدينةالمنورة.. أهميتها العلمية وكنوزها المخطوطة "، شاركته فيها عضو هيئة التدريس بجامعة طيبة الدكتورة سحر مفتي: تحتضن المدينةالمنورة العديد من المكتبات الوقفية التي تضم بين جنباتها نفائس الكتب والمخطوطات، فالمتأمل لتاريخ الحضارة الإسلامية في عصورها المختلفة يجد أن الوقف قام بدور بارز في تطوير المجتمعات الإسلامية اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وعمرانيا، وأعطى صورة صادقة لمدى اهتمام الشعوب في الجزيرة العربية بالعلم وحرصهم على نشره بين الناس، وتقديرهم لأهله. وبين المزيني أن حبس الكتب (كوقف) على عدد من الأربطة والمدارس والمكتبات الخاصة والعامة في المدينةالمنورة زاد من الحركة الثقافية في المدينة، حيث تفرغ عدد كبير من العلماء في مختلف المجالات للتأليف نتيجة توفر المكتبات، مفيداً أن من أهم المظاهر التي تجلى فيها البعد العلمي للوقف هو إنشاء المكتبات وفتح أبوابها لطلاب العلم، فيما أكدت الدكتورة سحر مفتي أن علماء المدينة اعتادوا على أن يوقفوا كتبهم على المساجد ليضمنوا حفظها وإتاحتها لطلاب العلم، ومنهم من كان يوقفها على المدارس ليستفيد منها الدارسون، ومنهم من كان يوقفها على الأربطة وهي في الغالب أماكن إيواء لطلاب العلم المعوزين. وعددت مفتي أهم المكاتب الوقفية في المدارس وأربطة المدينة، من بينها مدرسة بشير آغا، المدرسة العرفانية، المدرسة القازانية، صك وقفية مدرسة الساقزلي، المدرسة الإحسانية، المدرسة الثروتية، رباط قرة باش للملا محمد بن حسين شيخ الرباط، مدرسة الشفاء، رباط عثمان بن عفان.