اختتم مساء أمس، المعرض التشكيلي للفنان "حسين السماعيل": "إطار" بفرع جمعية الثقافة والفنون بالدمام. وتميّز المعرض الذي يقابلك أول دخولك إلى قاعته ب"جدار الأعراف" وهو العمل الأضخم في المعرض، بأدوار أدائية تمثيلية وتفاعلية مع الزوار تصاحب عرض اللوحات، إذ اختار السماعيل: شابين وامرأة لتقديم هذه الرؤية. كما أتيحت لزوار المعرض الدخول داخل الإطارات المنتشرة في القاعة، لتجسيد أفكار هذه الأعمال والتقاط الصور. ويقابل لوحة الجدار: شاب يجلس ذاهل الملامح، ثابت النظرات في اتجاه الجدار، وعلى الجدار مئات القطع من الطوب كتب على كل واحدة منها تغريدة أخذت من تويتر، وروعي في اختيارها أن تكون معبّرة عن ما يعرقل التعايش والتواصل الإنساني، أو عبارات متجادلة مع الأعراف. وأوضح السماعيل أن: المعرض تكون من أربعة أجزاء، منها: (مجمتع في إطار ثابت لايخرج عنه قد تزعجه الصورة المتغيرة داخله وقد ترضيه)، و(جدار الأعراف، الأفكار والتوجهات الجماعية تختلف وتتفق وكلها أنتجت جداراً عالياً يمنع شعاع النور من الوصول إلى بعض الأجيال)، و(مساحة تستظل منها بقية الأجيال)، وخارج الإطار في حدود قضايا الساحة الاجتماعية، و(ياسمين مساحة للتساؤل عن أي شيء أعلى من الأفق). من جانبه قال الكاتب أثير السادة: إن السماعيل مهووس بلعبة الإطارات، ما دفعنا -على غير اختيار- إلى الدخول في إطار بلا سحنة، إلى مسرح مفتوح على مفارقات النغم في جدل بين الكامنجا والفلوت، وعلى جدارية مبنية لمجهول السجالات الإلكترونية، وأفعال التشكيل في تأسيس كتلة إطارات فوتوغرافية، يصبح فيها الإطار المادي وحدة صغرى ضمن إطارات تتكاثر على حد التكرار والتباين، و شاء السماعيل أن يجمع كل تلك الفنون والحالات، التي تشي برغبة فاقعة لتغليب حس المسرح على هذا الفضاء الفني، ابتداءً من الوصلة الموسيقية تحت بقعة الضوء، ومروراً بالتشكيلات الجسدية الصامتة، التي توازعت زوايا المكان، وانتهاءً بالإطارات الكبيرة كمفردات ديكورية. ولم يخف السماعيل حماسته لعنوان المعاصرة في هذه التجربة، فهو يشير إليها في وصف المعرض، وقال: لست مع التضييق على محاولات الخروج من الإطارات السائدة، بل لست مع صياغة معادلات فنية لتحديد اتجاهات الممارسة لدى الفنان، لكن اكتشاف العلاقات الممكنة واللحظات الجدلية بين أشكال التعبير الجمالية، تستوجب استثماراً ذكياً في العلاقة البينية المتولدة عن هذا الاحتكاك بين مختلف الفنون، فالخروج عن إطار اللوحة التشكيلية، وإطار الحياة اليومية لم يكن حائلاً دون التورط بالبقاء ضمن حدود التقاليع المسرحية المحلية، التي أوحت له بكثير من مظاهرها الإشكالية.