تستضيف قاعة «أفق واحد» في القاهرة، معرضاً فنياً جماعياً عنوانه «صالون مصر»، يستمر حتى العشرين من الشهر الجاري، ويضم إبداعات مختلفة ل 12 فناناً في مجالات التصوير والنحت والخزف. والدورة هي الرابعة لهذا الصالون الذي يقام ضمن إطار مهرجان الإبداع التشكيلي الذي ترعاه وزارة الثقافة المصرية ويضم عدداً من الفعاليات الفنية الأخرى كالمعرض العام وصالون الشباب. ويعد الصالون فرصة حقيقية لتأمل جانب من إبداعات بعض الفنانين المصريين بعيداً من الزخم المصاحب للمعرض العام الذي يفتح أبوابه لكل الفنانين فوق الثلاثين بمختلف انتماءاتهم. اعتمدت فكرة الصالون بداية وعبر دوراته الثلاث السابقة على عرض أعمال لشيوخ الحركة التشكيلية في مصر. غير أن المسؤولين عن تنظيم الصالون هذا العام، اتجهوا إلى إعطاء الفكرة مزيداً من الرحابة لتضم فنانين معاصرين بصرف النظر عن الفئة العمرية لكل منهم. حرصت الفنانة إيفلين عشم الله على عرض أعمال مرحلية لتجربتها في مجال التصوير. وهي فنانة تزدحم أعمالها بعناصر مختلفة وكائنات مدهشة تتشابك مع بعضها بعضاً لتؤلف عالماً شديد الغرابة والسريالية، وهي الطريقة التي عرفت بها عشم الله منذ فترة السبعينات وحتى اليوم. أما الفنان فتحي عفيفي، فقد طالعنا بمجموعة من أعماله التي يتناول خلالها آلات المصانع وحياة العمال، هؤلاء الذين يعتز بانتمائه إليهم. ويعيش عفيفي حياة مزدوجة كان لها أثرها في تجربته الفنية. فبينما يقضي نهاره كأي عامل في مصنع، يعيش ليلاً حياة الفنانين ليجتر كل هذه الصور والمشاعر التي يعايشها في شكل يومي في لوحات معبرة. وهو فنان استطاع أن يحتل مكانته المميزة بجدارة داخل المشهد التشكيلي المصري عبر مشواره الفني الذي بدأه منذ منتصف السبعينات. ويعرض الفنان أيمن السمري عدداً من لوحاته ذات الأحجام الضخمة والتي يرصد من خلالها تأملاته لملامس الجدران الطينية، فهو يقدم حائطاً لا ينتهي يزدحم بالخربشات والكتابات والملامس والرسوم العشوائية. على الدرب ذاته، ولكن في سياق مختلف يعرض الفنان أحمد عبدالغني بعض تأملاته لأشكال الجدران والمسطحات البنائية في معالجة مباشرة، وعبدالغني هو أحد الفنانين المتميزين في معالجاتهم مساحةَ السطوح والملامس المختلفة. وفي مجال النحت عُرضت أعمال لكل من السيد عبده سليم وصلاح حماد وجمال عبدالناصر حيث تميز كل منهم بأسلوبه الخاص ولغته التشكيلية المختلفة في التعامل مع الكتلة والخامة أيضاً. كما عرض الفنان محمد مندور عدداً من إبداعاته في مجال الخزف، وهو فنان يتميز بتشكيلاته المبدعة المستقاة من التراث والمنسجمة أيضاً مع رؤيته الشخصية لجماليات الشكل الخزفي. وحول ما تتميز به هذه الدورة يقول رئيس قطاع الفنون التشكيلية الفنان محسن شعلان: «جاء صالون مصر الأول معرضاً تأسيسياً لنخبة مختارة من كبار الفنانين للاحتفاء بهم وتكريمهم وخلق مساحة أكبر لعرض أعمالهم المتميزة، وكانت الدورات الثلاث السابقة بمثابة عرض وثائقي وفرصة للمتابعين وكذلك النقاد لرصد أعمال الفنانين ودراسة تطوراتهم الفنية، وتوثيق ذلك من خلال كتالوغ يبدأ بدراسة تنظيرية موسعة الأمر الذي جعل من هذا الصالون حدثاً له خصوصيته وأهميته». ويضيف: «بعد هذه الدورات الثلاث فُرض علينا تساؤل حول ارتباط الصالون بجيل معين أو حد أدنى لعمر المشاركين به، وهو الأمر الذي دفعنا إلى منحى آخر في مسار الصالون يرتهن بالإبداع والقيمة الفنية فقط من دون النظر إلى أية اعتبارات أخرى، إذ تشهد هذه الدورة دخول أجيال جديدة ومتنوعة لا تعكس أو تعتمد على فترة عمرية بقدر ما تعكس الحالة الراهنة للمشهد التشكيلي المعاصر في مصر».