نفت الملحقية الثقافية في لندن وجود أي نية لإغلاق أندية الطلبة السعوديين في بريطانيا، أو حتى أي إجراءات من أجل تهميشها، أو التقليل من أهميتها، وبالمقابل رفضت التأكيد على عودة الانتخابات لرئاسة الهيئة الإدارية الطلابية التي تشرف على الأندية. الأمر الذي زاد من حدة الشكوك حول عزمها الإشراف المباشر على الأندية، أو تعيين مسؤوليها، وإلغاء انتخابات الهيئة الإدارية لأول مرة منذ تأسيسها قبل 32 سنة. وقال الملحق الثقافي الدكتور فيصل بن مهنا أبا الخيل خلال اللقاء الأول لأعضاء إدارات الأندية الطلابية في بريطانيا، الذي عقد في مقر الملحقية مؤخراً، إن “اللقاء يهدف إلى الاقتراب من الأندية، والاستفادة من تجربة العمل التطوعي فيها، ورصد مكتسباتها، وتأسيس مرجعية موحدة لجميع الخبرات، والتجارب في الأندية، للمحافظة عليها، وتطويرها من أجل ضمان استمرارها، وضبط جودة خدماتها للطلاب السعوديين في المستقبل”. وأشاد أبا الخيل بأهمية الدور الذي تقوم به الأندية في دول الابتعاث، سواء على المستوى الاجتماعي أو الدراسي، فيما تمت مناقشة التجارب السابقة، وتقويمها خلال الفترة السابقة، وطرح أهم التحديات والمشاكل التي تواجهها، من أجل استعراض المقترحات والحلول التي من شأنها أن تساهم في تطوير وتفعيل عمل الأندية، واستقطاب أكبر عدد ممكن من الطلبة بمختلف مراحلهم التعليمية. وقبيل بداية اللقاء، استغرب رؤساء الأندية الطلابية المشاركين من أغلب المدن البريطانية تجاهل الملحقية لقضية رئاسة الأندية، وانتخابات الهيئة الإدارية، واختفائها من أجندة اللقاء، رغم أهميتها، وكثرة الجدل الدائر حولها منذ عدة أشهر، الأمر الذي يؤكد بحسب تعبيرهم عزم الملحقية على إلغائها، – بحسب ما ذكروا ل”الوطن” - ليؤكد الملحق بعد ذلك على إمكانية إضافة هذه القضية ضمن أفكار ومقترحات اللقاء التي يمكن مناقشتها، لافتاً إلى أن الملحقية تسعى من خلال اللقاء إلى تقويم آليات التواصل المباشر بين الأندية والملحقية في الفترة التي شهدت غياب الهيئة الإدارية الطلابية المستقلة، والتي قدمت استقالتها الجماعية قبل عدة أشهر، بسبب الضغوطات والعقبات التي واجهتها في دورة السنة الحالية رقم 32، حيث تعد هذه الاستقالة الأولى في تاريخ الأندية السعودية في بريطانيا، فيما استغلت الملحقية - بحسب تصريحاتها - استقالة الهيئة للإشراف على الأندية ماليا وإداريا، وبحث الطريقة الأفضل لعمل الأندية من خلال الهيئة أو بدونها، والعوائق في الحالتين. وانتقد رؤساء الأندية تجاوز الملحقية للائحة التنظيمة لعمل الأندية، وكذلك تجاوزها لعمل الهيئة الإدارية المنتخبة بدون مبررات واضحة وصريحة، وهو ما تسبب في تخبط وتأخير عمل الأنشطة الطلابية في بريطانيا، وطالبوا بعودة سريعة لانتخابات جديدة وبشكل مستقل تماما عن الملحقية، وهو الأمر الذي لا يلوح في الأفق وفق تعبيرهم. وخلص الطلاب المشاركون إلى حقيقة مفادها بأن الملحقية ترغب في إلغاء الهيئة الإدارية، وتولي مهمة متابعة الأندية إداريا وماليا، وينتظرون فقط لحظة إعلانها صراحة عن ذلك، وهناك اعتقاد آخر بأنها تنوي تعيين هيئة إدارية من الطلاب تشرف فقط على متابعة الأنشطة المركزية، وليس على عمل كل ناد. وانتقد رؤساء الأندية قرار سحب صلاحيات الأندية، واعتبروه ردة فعل على التجاوزات المالية التي حصلت في الدورة السابقة رقم 31، حيث ترى الملحقية أن إهدار الميزانية في الدورة السابقة تسبب في عجز مالي، مؤكدين على ضرورة عدم إغفال العمل المميز للدورات في السنوات السابقة، والتركيز فقط على هذه الدورة، وهذا بنظرهم إجحاف كبير في حق الأندية والطلاب الجدد.