دعت الملحقية الثقافية في لندن رؤساء أندية الطلبة السعوديين في المملكة المتحدة إلى حضور اللقاء الأول لأعضاء إدارات الأندية الطلابية نهاية شهر ذي القعدة المقبل، ويأتي هذا الإعلان السريع على أثر الاستقالة الجماعية التي تقدمت بها رئاسة الأندية في بريطانيا بسبب الضغوط والعقبات التي واجهتها في دورتها الحالية 32 كما هو موضح في خطاب الاستقالة، كما أنه تعد هذه الاستقالة الأولى في تاريخ الأندية السعودية في بريطانيا التي تأسست قبل أكثر من ثلاثة عقود. وعلق الرئيس المنتخب للهيئة الإدارية للأندية رامي باشا في حديث إلى "الوطن" بأن الملحقية مارست عدة ضغوط على الهيئة الجديدة وأهملت الترتيب الإداري المتبع بالتواصل مع الأندية مما تسبب في خلق كم هائل من الفوضى الإدارية التي أعاقت عمل الهيئة الجديدة حيث أصبح الطلاب المبتعثون أكبر المتضررين من هذه التصرفات، ولهذا تم تقديم الاستقالة. ويعتقد باشا بأن الملحقية حاولت تتبع مبدأ التوفير ظناً منها أن الهيئة الإدارية للأندية في الدورة السابقة أهدرت الميزانية، وهو ظن في غير محله، وإن كان صحيحا فيجب ألا تتحمل الإدارة الجديدة تبعات الهيئة الإدارية السابقة. ويذكر أنه خلال الانتخابات الأخيرة لاختيار الهيئة الجديدة حصل خلاف بين الملحقية والهيئة الإدارية المنتهي عملها وظهرت بوادر عدم ثقة بينهما، إلا أن الملحقية سارعت إلى إبداء ثقتها الكبيرة بالهيئة الجديدة وأنه لن تكون هناك أي خلافات مماثلة، بينما كان العكس حيث سرعان ما كشفت الملحقية عدم ثقتها بالهيئة الجديدة وتم سحب الميزانية منها وسحب عدد كبير من صلاحياتها، وحول هذا الموضوع رفض باشا التعليق على خلافات الملحقية مع الهيئة السابقة مضيفا أن خلافات سابقة كان يجب ألا تؤثر على عمل الهيئة الجديدة وهو ما لم يتحقق. ويشير باشا إلى أن الملحقية وعبر تصرفاتها وقراراتها تميل إلى تهميش الدور الإشرافي التطوعي للهيئة الإدارية على الأندية السعودية من خلال سحب الصلاحيات المنصوص عليها في اللائحة المنظمة لعمل الأندية التي أقرتها سفارة خادم الحرمين الشريفين في لندن، ويؤكد باشا أن الهيئة الإدارية أساسا عبارة عن طلبة متطوعين لخدمة أقرانهم المبتعثين لمعرفة احتياجاتهم وطلباتهم، وتتعامل الهيئة مع الأندية والمبتعثين بشكل مستمر عبر جميع وسائل التواصل الاجتماعي كتويتر وفيس بوك والبريد الإلكتروني والهاتف وكذلك أثناء اللقاءات بشكل جماعي أو حتى شخصيا أحيانا، وهذا العمل يستحيل على الملحقية تحقيقه نظراً لتمركزها في لندن بالإضافة إلى أعمالها اليومية الكثيرة، مشيرا إلى أن انتقال الإشراف على الأندية من الهيئة الإدارية إلى الملحقية خطأ كبير ولا يلبي حاجة الطالب بتاتاً، حيث البيروقراطية التي تتسبب في إعاقة عمل العديد من الأندية التي لم تحصل على الاعتماد لأكثر من شهرين وحتى الآن الأمر الذي عطل كثيرا من أنشطة الطلبة المبتعثين لاسيما في فصل الصيف. ويعتقد باشا بأن هذه الخطوة تقتل الإبداع وفرص كسب الخبرات لدى الطلبة المتطوعين في الهيئات الإدارية الذين تم انتخابهم من قبل معظم رؤساء الأندية، وتدار من قبل ستة أعضاء أساسيين من طلبة الدكتوراه وتسعة أعضاء غير أساسيين من طلبة الماجستير والدكتوراه فضلاً عن أن جميع هؤلاء الطلبة من أصحاب المناصب الرفيعة في جهات حكومية وخاصة عديدة ومختلفة في المملكة. ويضيف مسؤول الأنشطة في الهيئة الإدارية السابقة سعيد العمودي أن الملحقية وضعت عدة عقبات أمام تنفيذ برامج الهيئة الإدارية السابقة وأصبحت تتجاهل كافة أنشطة الأندية بما فيها اليوم الوطني والأيام السعودية حيث لم يحضر أي ممثل للملحقية في كافة المناسبات ما عدا ملتقى الحوار الوطني، وذلك بسبب طلب مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني من الملحقية الحضور، مشيرا إلى أن الملحقية ما زالت ترفض الاعتراف بدورات الحوار الوطني الأمر الذي تسبب في إلغاء حفل تكريم المدربين والملتقى الختامي حيث لم يقم حتى الآن بسبب رفض الملحقية الاعتراف بهذا النشاط بالرغم من اعتماده وغيره من الأنشطة من قبل رئيس عام مجلس الأندية سمو سفير خادم الحرمين الشريفين بالمملكة المتحدة الأمير محمد بن نواف وكذلك الملحق الثقافي السابق الدكتور غازي مكي، وقد أبديا اهتمامهما وتقديرهما لهذ االنشاط ولغيره من الأنشطة. ويشير العمودي إلى أن الملحقية ترفض الرعاية أو الاعتراف بأنشطة الهيئة بسبب عدم وجود موافقه من جهة الصلاحية وهي وزارة التعليم العالي حسب خطاباتها، بالرغم من أن اللائحة التنظيمية الجديدة تؤكد أن الأندية مرتبطة بمجلس الإدارة برئاسة سمو السفير وليس الوزارة، حيث رفضت الملحقية رعاية أنشطة جماهيرية كبيرة للمبتعثين بالرغم من متابعة واطلاع المشرف الثقافي بالملحقية على كافة التفاصيل مسبقا. وحاولت "الوطن" الحصول على تعليق الملحقية حول الموضوع إلا أنها لم ترد بالرغم من تأكيدها على وصول الأسئلة، ولكنه وفي لقاء سابق للمحلق الثقافي مع مسؤولي الأندية السعودية في بريطانيا كشف وجهة نظره واختلافه مع الهيئة بأن الأندية السعودية تركز على أنشطة كثيرة لا تقدم شيئا للطالب وفي نفس الوقت تؤثر على تحصيله الدراسي، وهذا إشارة إلى تبرير سحب الصلاحيات من الهيئة الإدارية ومن الأندية أيضا ومحاولة الملحقية القيام بدور الإشراف على الأندية نيابة عن الهيئة الإدارية التي ترفض هذا التصرف والتعدي على صلاحياتها. ويقول رئيس نادي الطلبة السعوديين في مدينة بورتسموث محمد السويدان ل"الوطن" إنه يمكن تلخيص الاختلاف بين رئاسة الأندية السعودية في بريطانيا والملحقية الثقافية في لندن على أنه اختلاف في وجهات النظر في تنظيمات إدارية لتحقيق هدف سامٍ وهو خدمة الطلبة المبتعثين، مضيفا أن الملحقية ترى ضرورة تعديل طريقة إدارة الأنشطة الطلابية في الأندية السعودية لتكون بطريقة مغايرة عن المعتاد. ويشير السويدان إلى أنه بعيدا عن التشريعات التنظيمية لعمل الأندية السعودية، فإن الطلبة منسوبي الأندية السعودية يبحثون عن الأنشطة التي تخدم احتياجاتهم التعليمية والذاتية وحتى الترويحية التي تخفف أعباء الغربة، وذلك بغض النظر عن اسم الإدارة المقدمة لهذه الخدمات في الملحقية الثقافية أو السفارة السعودية، وعليه فإن الطالب لن يهتم كثيراً باسم الجهة أو الإدارة التي تقدم هذه الخدمات ما دام أنها جهة سعودية، فكل ما يبحث عنه الطالب هو الجودة والفائدة في الخدمات والبرامج التي تقدم له، والنوعية في هذه البرامج بحيث تكون إضافة له ومعينة له في مسيرته التعليمية التي وصل إلى بلد الابتعاث من أجلها. ويعتقد السويدان أن التغيير الإداري الجديد في تنظيم إدارة الأندية السعودية، هو تغيير في إدارة العمل بين إدارات وجهات كلها سعودية تهتم بتحقيق الغاية التي من أجلها أنشئت الأندية السعودية وهي خدمة الطلبة المبتعثين، لذلك فليس من المصلحة التصادم والاختلاف في تحديد نوع الإدارة أو الجهة التي تشرف على الأندية السعودية وإنما المهم هو تضافر الجهود وتوحيدها في تقديم الخدمة النوعية للمبتعثين.