تخوفت مصادر أمنية في العاصمة اللبنانية بيروت من تفجير سيارات مفخخة جديدة تربك الساحة اللبنانية، بعدو ورود معلومات للأجهزة الأمنيّة عن وجود سيّارات مفخّخة سيتم تفجيرها تزامناً مع التطورات الميدانية في سورية، لاسيما المعارك المنتظرة في منطقة القلمون. واتخذت السلطات إجراءات أمنية وقائية لإحباط هذه المخطَّطات التي تأتي رداً على تدخل "حزب الله" في القتال إلى جانب النظام السوري، وإثر شائعات عممها الحزب في مناطقه عن وجود سيارات مفخخة وراءها عناصر من "جبهة النصرة". إلى ذلك، توعدت الأممالمتحدة النظام السوري بمحاسبة قادته أمام محكمة الجنايات الدولية إذا أثبتت التحقيق الذي فتحته أمس صحة الأنباء التي راجت عن استهداف جنوده للنساء الحوامل في سورية. وقال المتحدث باسم المنظمة الدولية مارتن نسيركي في تصريحات صحفية أمس إنه تم فتح تحقيق للتأكد من صحة التقارير الإخبارية التي أكدت أن قناصة الأسد يصوبون بنادقهم على الأجنة في أرحام الحوامل للفوز برهان علب سجائر. وقال "هذه التقارير المرعبة لن تمر مرور الكرام، وسيتم التحري حول صدقيتها، وإذا ما ثبتت ستكون كافية لجلب قادة النظام أمام المحكمة الدولية، حتى لو تم الاتفاق خلال مؤتمر جنيف2 على حل سياسي للأزمة". وكانت صحيفة تايمز البريطانية قد قالت نقلاً عن الطبيب الجراح ديفيد نوت الذي يعمل بمستشفى تشيلسي آند ويستمنستر عقب عودته بعد أن قدم خدمات تطوعية لحالات الطوارئ في سورية لمدة 5 أسابيع، قوله إن قناصة الأسد يستهدفون بطون النساء الحوامل. وقالت الصحيفة في افتتاحيتها "الحرب المرعبة التي يشنها نظام الأسد صارت الآن تستهدف "الضحايا الذين لم يولدوا بعد"، في إشارة إلى تسديد القناصة باتجاه الأجنة في بطون الأمهات. وأضافت "هذا الصراع بات يمثل رعبا لا نظير له في أكثر صراعات العصر الحديث شراسة وهمجية". ونقلت الصحيفة أن الأطباء بلغهم أن قناصة الأسد يراهنون باستهداف أهداف كبعض أجزاء أجسام المدنيين بهدف الفوز ببعض علب السجائر، وقالت إن هناك شائعات تفيد بأن هؤلاء القناصة "مرتزقة" قادمون من الصين وأذربيجان. في سياق متصل، أكدت مصادر إعلامية أن عناصر جيش النظام السوري و"شبيحته" يقومون بالاستيلاء على المساعدات التي تقدمها المنظمات الإنسانية الدولية وتقوم ببيعها على أرصفة شوارع دمشق. وأكدت المصادر أن هؤلاء يعرضون السلع في وضح النهار، دون أن يخافون من مساءلة السلطات الرسمية. مشيرة إلى أن سيارات عسكرية مليئة ب "الشبيحة"، تأتي إلى أماكن توزيع المساعدات، وتتجاوز الدور الطويل من المدنيين وتأخذ تلك المواد وتضعها في سياراتها وتغادر، دون أن يجرؤ أي مواطن أو موظف بالجمعية على الاعتراض. من جهة أخرى، حذر محللون سياسيون من أن إحجام واشنطن عن مساعدة "المعتدلين" من المعارضة السورية دفع كثيرين منهم إلى الانضمام إلى التنظيمات المتشددة، وقال أستاذ العلاقات الدولية في جامعة "أميركان يونيفرسيتي" في واشنطن وليام جوان في تصريحات إلى "الوطن" إن بعض فصائل الجيش الحر تشعر بالإحباط الشديد بسبب نقص التمويل من جانب الولاياتالمتحدة والحلفاء الغربيين، مما جعلها تغير من خطابها وتحول تحالفاتها إلى جانب تنظيمات متشددة. وأضاف "الثوار الذين كانوا حتى الأمس القريب يصنفون من المعتدلين كانوا يأملون بالحصول على زيادة في الدعم الغربي، خاصة عقب ثبوت استخدام نظام الأسد للأسلحة الكيماوية في ريف دمشق في الحادي والعشرين من أغسطس الماضي. وكانوا يعتقدون أن هذه الجريمة البشعة ستضع نهاية للنظام المجرم الذي استخدم تلك الأسلحة الفتاكة ضد المدنيين العزل. إلا أن ردة الفعل الغربية التي كانت دون طموحاتهم، جعلتهم يدركون أن الغرب لن يقف إلى جانبهم، وأصابهم ذلك الموقف بالإحباط، مما دفع كثيرين منهم إلى الانخراط في صفوف المتشددين الذين يحظون بدعم مالي وعسكري كبير". وتابع جوان قائلاً "الاتفاق الأميركي الروسي لتدمير كيماوي الأسد حال دون توجيه ضربة عسكرية لنظام دمشق ومنحه طوق النجاة، ولم تضع الإدارة الأميركية في حساباتها أن ذلك الموقف سيعرضها إلى فقدان أهم العناصر الذين كانت تأمل أن يتسلموا زمام الأمور في سورية بعد رحيل الأسد".