في الأيام التي تسبق عيد الأضحى المبارك يصطحب بعض الآباء أطفالهم معهم إلى سوق الماشية لشراء "خروف" العيد وهو ما يشعر الأطفال بالبهجة مع الشعور باقتراب العيد ويبدأون في الارتباط نفسياً بالأضحية خاصة مع لعب الأطفال معها والجري خلفها والاعتناء بها ومداعبتها وتقديم الطعام والشراب لها، مما ينمي نوعا من الارتباط النفسي بين الطفل وذلك "الخروف"، وتكون المفاجأة النفسية للطفل هي لحظة تمرير الجزار سكينه الحادة على رقبة صديقه "الخروف"، وهي اللحظة التي يرى بعض الأخصائيين أنها قد تعرض الطفل لمخاوف غير محمودة العواقب، وربما صدمات نفسية قد تختلف في تأثيرها من طفل لآخر وقد لا يلحظها الأهل بسهولة، وهذا ما أكدته العديد من الدراسات والتقارير الطبية. ويحذر الأستاذ المساعد بكلية الطب بجامعة جازان واستشاري الطب النفسي الدكتور رشاد السنوسي من رؤية الأطفال لدماء الذبيحة ويؤكد على أهمية تجنيب الأطفال من سن الثالثة إلى سن العاشرة مشاهدة ذبح الأضحية، مشيرا إلى أن الأب والأم أكثر معرفة بنفسيات أبنائهما، وقد يكون من بينهم من يتسم بالحساسية المفرطة وقد تكون له ردة فعل داخلية قوية تجاه منظر الدماء وطريقة مرور السكين على رقبة الخروف. وقال السنوسي إنه يجب على الأم أو الأب تهيئة أبنائهما لتلك الشعيرة، وذلك برسم صورة جميلة قبل اللحظة التي سيتم فيها ذبح الخروف وبيان الغاية من الذبح وأنها مناسبة سعيدة، وأنهم سيتذوقون في صبيحة ذلك اليوم لحما شهيا ويحتفلون بعدها بعيد الأضحى ويتبادلون التهاني مع بعضهم البعض. وفي هذا السياق يقول المواطن محمد الصغير إن عيد الأضحى مناسبة جميلة وذبح الأضاحي مدعاة للبهجة والسرور ولم ألحظ أي مشاعر للرعب أو الخوف من قبل الأطفال تجاه الأضحية، فالأب يذبح والابن يسلخ والأم تقطع والبنت تضع اللحم في أكياس وأصغر الأطفال يوزع اللحم، بل إن الجميع يشرف على عملية الطبخ، مشيرا إلى أن الأطفال في أسرتهم ممن هم فوق سن السادسة يطالبون بالتعجيل بذبح الخروف. وفي المقابل يؤكد المواطن حسن مشهور على خطورة ذبح الأضحية أمام الأطفال صغار السن، لافتا إلى أن أحد الأطفال في الحي الذي يسكن فيه تعرض لصدمة نفسية لدى مشاهدته منظر السكين أثناء مرورها على رقبة أضحيتهم مما أصابه بحالة هستيرية أثرت على النطق لديه. وتروي إبتسام محمد من محافظة ضمد قصتها مع مشاهدة ذبح أضحيتهم في الصغر، وتقول: عانيت من هذا المشهد عندما كنت صغيرة، فرحت مع إخوتي حين ذهبنا لشراء الخروف ولهونا معه كثيرا، ووقفنا نراه وهو يذبح فرأيت منظر الدماء فهربت وخفت وأصبت بالغثيان وأصبحت أرى مشهد الدماء يتكرر أمامي كثيراً ولفترة طويلة، بل أقسم بأني حرمت بعدها أكل اللحم منذ ذلك الحين بل أصبحت أكره رائحته. وأضاف معلم التربية الإسلامية بمدرسة الملك فيصل بضمد علاء زلزلي أنه يجب على الأم والأب تعليم أبنائهما أصول دينهم وإبلاغهم قدر المستطاع بأن هذه من شعائر ديننا الإسلامي التي أمرنا الله تعالى بها في الكتاب والسنة حتى تتم تهيئتهم جيدا لها.