تسببت الدماء المنبعثة من عنق خروف يُذبح كأضحية في العيد أمس، في إصابة طفل، بإغماءة أُدخل إثرها أحد مستشفيات مدينة الدمام، للاطمئنان على صحته. وأصر الطفل البالغ من العمر ست سنوات، على متابعة عملية ذبح الخروف بيد أنه أصيب بحالة إغماء فور مشاهدته نفور الدم من عنق الخروف، على رغم فرحته بالأضحية. إلا أن الخوف أفسد هذه الفرحة، إذ راح الطفل «يصرخ بأعلى صوته، عندما شاهد منظر الدماء»، بحسب تعبير والده. وقال زكريا والد الطفل ، ل «الحياة»: «انتابت ابني عبدالله فرحة عارمة منذ يومين، لأنني قطعت عهداً على نفسي أن أذبح له خروفاً، وقبل ذبحه سمحت له أن يجوب به المكان، ويردد أناشيد العيد، وهذا ما حدث فعلاً. وفور بدء عملية الذبح، وما إن شاهد نفور الدم في شكل غزير من عنق الذبيحة، حتى وقع عبدالله من دون وعي، لشدة خوفه»، مضيفاًَ «استغرقت غيبوبته نحو 17 دقيقة، حتى تمكن من فتح عينيه، وبدأ يستعيد قوته في شكل تدريجي. إلا أنني فضلت مراجعة المستشفى، وأجريت له فحوصاً طبية، لم تشر لوجود مشكلة»، مبيناً أنه «أصيب بحالة من الخوف والهلع، ولم يتمكن من السيطرة على نفسه، حين شاهد منظر الدماء. كما أنه بدا حزينا عندما تم الذبح، لاعتقاده أننا عاقبنا الخروف أو قمنا بضربه، وكان يتحدث مع نفسه، باكياً بحزن على ذبح الخروف». وشهد مسلخ الدمام صباح أمس، أول أيام عيد الأضحى، حضوراً لافتا للأطفال، وسط فرحة غامرة، وهم يشاهدون عملية الذبح، مرديين أناشيد العيد، مبتهجين في «عيد اللحوم» على حد قول الطفلة نسمة المبارك، التي أبدت فرحة كبيرة، وهي ترى أضحيتها، وتقول: «أجبرت والدي أن يأخذني لأحضر ذبح أضحيتي، بعد أن وعدني منذ أعوام أن يذبح لي خروفا، لأنني كنت مريضة وشفيت، وأنهيت جلسات علاجي، فوعدني والدي بذبح خروف، ولم يخلف وعده، وخاصة عندما تحسنت ظروفه المالية تحسناً طفيفاً»، مضيفة «لم أشعر بالخوف عندما ذُبح الخروف». وأثار دهشة نسمة، «تواجد الأطفال في المسلخ بكثافة، بعد صلاة العيد»، مضيفة «لم أكن أتوقع هذا الحضور اللافت للأطفال، وكنت أعتقد أنني سأكون الطفلة الوحيدة هناك. لكنني رأيت صغاراً كثيرين. بعضهم كان فرحاً، وآخرون خائفون، وبخاصة مع تدفق الدماء». وأكد اختصاصيون في علم النفس، على ضرورة «تهيئة الأطفال قبل يوم العيد، لمشاهدة عملية الذبح، وشرح الهدف من الأضحية، وأنها تقرب إلى الله سبحانه وتعالى، وفداء للإنسان، فقد تُحدث عملية الذبح صدمة كبيرة لدى الطفل، عندما يُذبح الخروف ويسلخ، ويقطع لحمه أمام عينيه، فضلاً عن رؤية منظر الدم وطريقة الذبح، التي قد تؤثر على الطفل، الذي لم يتلق المفاهيم الأساسية لذبح الأضحية، أو أنه في سن لا يستطيع استيعاب تلك المعلومات».