أثار إعلان رئيس الأركان السابق للقوات المسلحة المصرية الفريق سامي عنان، عزمه نشر مذكراته حالة من الجدل داخل الأوساط السياسية والعسكرية. وقال عبدالرافع درويش الخبير الاستراتيجي إن "قيام عنان بنشر مذكراته حالياً أمر في منتهى الخطورة ويمس الأمن القومي وغير مقبول بالنسبة للقوات المسلحة، ولا بد من خضوع كل من يمس الأمن القومي للمساءلة والمحاكمة حتى لو كان رئيس الجمهورية". بدوره، قال عصام الشريف، المنسق العام للجبهة الحرة للتعبير السلمي، إن "توقيت نشر هذه المذكرات لا يعفي الفريق عنان من تحمل المسؤولية عن الأحداث التي شهدتها فترة حكم المجلس العسكري 2011، وهو اليوم يحاول تجميل وجهه ووجه الرئيس الأسبق حسني مبارك، ورموز نظامه، وكذلك لتجميل وجهه بعد خبر نيته للترشح للرئاسة في الانتخابات المقبلة". أما اللواء حمدي بخيت الخبير العسكري فقال "هناك 3 نقاط تحكم قضية نشر عنان لمذكراته، الأولى أنه عندما تكون هناك شخصية كبيرة بدرجة رئيس أركان حرب القوات المسلحة، ويترك الخدمة منذ عام أو أقل، فإنه لا يصح أن يكون أول عمل له هو نشر المذكرات، والثانية تتعلق بالأحداث والوقائع التي تمت حتى الآن، وهي لا تقدم ولا تؤخر في أي شيء، لأنها طبيعية، والنقطة الثالثة تتعلق بأن المقابلات التي تتم بين وزير الدفاع ورئيس الأركان مع القائد الأعلى يجب أن تحاط بدرجة كبيرة من السرية". وكان العقيد أحمد علي، المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة، أكد أن المذكرات الشخصية للقيادات العسكرية السابقة ستثير حالة من البلبلة وخطر على الأمن القومي المصري، مضيفاً أنه "يجب توخي الحذر والحرص من تناول هذه المعلومات دون اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بالتنسيق مع الأجهزة المعنية بالقوات المسلحة ارتباطاً بالمخاطر التي يمكن أن تتسبب عنها". يذكر أن عنان ذكر أنه كان متواجدا فى الولاياتالمتحدة أثناء اندلاع ثورة 25 يناير، وعاد في 29 يناير وعرض على المشير حسين طنطاوي وزير الدفاع القيام بانقلاب ناعم يلبي طلبات الشعب بتغيير النظام ويحافظ في نفس الوقت على منصب الرئيس، وأنه عرض على المشير أن يتم تكوين مجلس رئاسي يترأسه طنطاوي خلال فترة انتقالية تجرى خلالها انتخابات رئاسية، لكن المشير رد عليه بأنه من الأفضل أن ننتظر قليلاً، على حد قوله. من جهة أخرى، انتقد عدد من النشطاء السياسيين تصريحات القيادي بجماعة الإخوان المسلمين الدكتور عصام العريان، مؤكدين أن ادعاءه بأن خريطة الطريق التي طرحها الفريق أول عبدالفتاح السيسي تتطابق مع مبادرة الرئيس المعزول محمد مرسى، تجافي الحقيقة وتؤكد أن مرسي كان على خطأ وأن ثورة 30 يونيو أعادت الأمور لنصابها. وقال مصطفى الحجري المتحدث باسم حركة 6 أبريل "الجبهة الديموقراطية"، إنه "لا يوجد أى تشابه بين خارطة الطريق التى طرحها السيسي وبين مبادرة مرسي التي تحدث عنها العريان، وقول العريان إن هناك تطابقا بين المبادرتين، يعد اعترافا من الإخوان بأن عزل مرسي كان ضرورة حتمية، وأن ما قام به الشعب المصري كان خطوة صحيحة، وما حدث في 30 يونيو أمر طبيعي، والإخوان هم الانقلابيون، وذلك لانقلابهم على الثورة، وكلمة العريان لم تتضمن أي هدف سوى محاولة إنكار أخطاء الجماعة والاستمرار في التعنت وإثبات بعض الأفكار لدى أعضاء الجماعة، بأن ما حدث فى 30 يونيو بدون إرادة شعبية". إلى ذلك، نعت القوات المسلحة أمس نجل حسين خلف، شيخ المجاهدين بسيناء، الذي توفي الجمعة الماضي برصاصة طائشة من قبل الجيش بالجورة في الشيخ زويد. وكان جنود من الجيش أطلقوا النار بشكل عشوائي، عقب انفجار عبوة ناسفة في طريق إحدى المدرعات على طريق الجورة، لتمشيط المنطقة، وتصادف وجود القتيل في مكان الحادث فأصابته إحدى الرصاصات وتوفي متأثرا بجراحه. في سياق منفصل، قرر عمرو موسى، رئيس لجنة الخمسين لتعديل الدستور، تشكيل لجنة مصغرة برئاسة الدكتور عبدالجليل مصطفى، لدراسة مواد القوات المسلحة بالدستور للوصول إلى صيغة توافقية ترضي جميع الأطراف.