انتهى شهر العسل بين الرئيس المصري محمد مرسي والجيش، بعد أن أحال مرسي، وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة المشير محمد حسين طنطاوي وكذلك رئيس الأركان الفريق سامي عنان، وقادة أفرع الجيش إلى التقاعد. وعين مرسي اللواء عبد الفتاح السيسي بعد ترقيته إلى رتبة فريق أول وزيرا للدفاع قائدا عاما للقوات المسلحة، وترقية اللواء صدقي أحمد إلى رتبة فريق وتعيينه رئيساً لأركان حرب القوات المسلحة. وأعلن المتحدث الرسمي الرئاسي ياسر علي أن مرسي عين المستشار محمود مكي نائبا لرئيس الجمهورية، وقال إن مرسي ألغى الإعلان الدستوري المكمل الذي أصدره المجلس العسكري في يونيو الماضي، ودعا لإعلان جمعية تأسيسية للدستور. وتصاعدت أمس حدة العمليات التي تشنها القوات المسلحة المصرية ضد العصابات الإرهابية في سيناء، حيث قتلت سبعة وأصابت ثامنا خلال عملية تمشيط في المنطقة. في ضربات متتالية قد تثير جدلا سياسيا في مصر، ألغى الرئيس محمد مرسي أمس "الإعلان الدستوري المكمل" الذي أقره الجيش في يونيو الماضي ويعطي صلاحيات واسعة إلى العسكريين، بحسب ما أعلن المتحدث باسم الرئاسة المصرية ياسر علي أمس. وأضاف علي "قرر الرئيس إلغاء الإعلان الدستوري المكمل الذي أعلنه في 17 يونيو" المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي كان يقود البلاد في تلك الفترة ويعطي الجيش سلطات واسعة وخصوصا السلطة التشريعية. وجاء في الإعلان الصادر عن الرئيس المصري أيضا أنه سيشكل "جمعية تأسيسية جديدة تمثل أطياف المجتمع المصري بعد التشاور مع القوى الوطنية والإعداد لدستور جديد خلال ثلاثة أشهر من تاريخ تأسيسها" على أن يعرض مشروع الدستور على استفتاء خلال 30 يوما من تاريخ الانتهاء منه. كما قرر مرسي تعيين المستشار محمود محمد مكي نائباً لرئيس الجمهورية، فيما أحال وزير الدفاع والإنتاج الحربي المشير محمد حسين طنطاوي ورئيس الأركان الفريق سامي عنان إلى التقاعد مع تعيينهما مستشارين لرئيس الجمهورية. وشمل القرار ترقية اللواء عبدالفتاح السيسي رئيس جهاز الاستخبارات الحربية إلى رتبة فريق أول وتعيينه قائداً عاما للقوات المسلحة ووزيراً للدفاع والإنتاج الحربي، وكذلك ترقية اللواء صدقي صبحي سيد أحمد إلى رتبة فريق اعتباراً من اليوم (أمس) وتعيينه رئيساً لأركان حرب القوات المسلحة. كما أطاح مرسي بقادة الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة ومنهم قائد القوات البحرية الفريق مهاب مميش الذي انتدبه رئيساً لهيئة قناة السويس، وقائد القوات الجوية الفريق رضا حافظ الذي عينه وزير دولة للإنتاج الحربي، وقائد قوات الدفاع الجوي الفريق محمد سيف الدين الذي عينه رئيساً للهيئة العربية للتصنيع. وقرر مرسي منح المشير طنطاوي قلادة النيل العظمى أعلى قلادة مصرية، تقديراً لجهوده في خدمة الوطن طوال الفترة الماضية، كما منح الفريق عنان وسام الجمهورية. وتأتي تلك القرارات بعد أسبوع من كارثة حادث رفح الإرهابي الذي خسرت فيه القوات المصرية 16 من أفرادها ومدرعتين. وحول تداعيات القرارات، قال الناشط السياسي أحمد سيف الإسلام ل "الوطن" إن قرارات مرسي جاءت بسبب انشغال قيادات المؤسسة العسكرية بالشؤون السياسية على حساب جمع المعلومات العسكرية. جاء ذلك، فيما تصاعدت أمس حدة العمليات التي تشنها القوات المسلحة ضد العصابات الإرهابية في سيناء، حيث قتلت سبعة وأصابت ثامنا بطلق ناري خلال عملية تمشيط في منطقة الجورة بوسط سيناء. من جهة أخرى، قررت قطر منح مصر ملياري دولار كدعم للاقتصاد المصري. وجاء الإعلان عن الدعم بعد اجتماع بين الرئيس مرسي وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الذي قام مساء أول من أمس بزيارة سريعة للقاهرة استغرقت بضع ساعات.