على رغم أن الجهات المعنيّة بالإشراف على أسواق الأغنام بالرياض، تعلّق لوحات تحذّر غير السعوديين من مزاولة البيع داخل الأسواق، إلا أن وافدين لا يكترثون لتلك التحذيرات ويسيطرون على أسواق وأحواش الأغنام ويزاحمون الباعة السعوديين على نشاطهم ويرفعون الأسعار على المستهلكين. وخلال زيارة "الوطن" لسوق العزيزيّة جنوبالرياض، رصدت العديد من اللوحات الموزّعة على أرجاء السوق تحذر غير السعوديين من مزاولة البيع وتهددهم بتسليمهم للجهات المعنيّة، إلا أن تلك التحذيرات لا تجد تجاوبا من العديد من الباعة "غالبيتهم من جنسيات سودانية ومصريّة ويمنيّة"، حيث يمارسون البيع بجوار تلك اللوحات التحذيرية غير مكترثين، وآخرون يقفون على مدخل سيارات الباعة السعوديين "الجلاّبين" الذين يحضرون أغنامهم للبيع في السوق ويشترون كامل حمولة سياراتهم ويبدأون في التحكم بالأسعار على المستهلكين. وتتبّعت "الوطن" أحدهم حيث انتظر دخول الأغنام للسوق وبدأ مفاوضاته مع البائع السعودي واشترى منه 10 رؤوس من ذكور الماعز الصغيرة "التيوس" بسعر 750 ريالا ليبيعها بعد وقت قصير بأسعار بدأت من 800 ريال على مستهلكين استغل حاجتهم للشراء. وفي موقع آخر وحين قامت "الوطن" بتصوير الموقع الذي يوجدون فيه انسحب على الفور مجموعة من الباعة الوافدين بسياراتهم المحملة بالأغنام، فيما بدا الارتباك على آخرين ومنهم المقيم عبدالله آدم الذي قال إنه يعلم عن منع البلديّة للباعة غير السعوديين لكنه يقوم بتحميل الأغنام من مزرعة كفيلة ويحضرها للسوق نيابة عنه لعدم تمكنه من الحضور لانشغاله، معترفا بأنه يحاول اختيار أوقات لا تحضر فيها البلدية كأوقات ما بعد الظهيرة ويقوم بإيقاف سيارته في مواقف مفتوحة ليتمكن من الخروج من السوق حين دهم البلدية للسوق. فيما اعترف عامل آخر بأنه يمارس نشاطه بشكل مستقل ويشتري الأغنام بأسعار الجملة ويقوم ببيعها بشكل فردي ليكسب مبالغ مالية مجزية في كل يوم. وقال المواطن ناصر العنزي إنه استبشر بتوجيهات إمارة الرياض وتنظيم البلدية بمنع غير السعوديين من البيع إلا أنهم لم يلتزموا بالمنع واستمروا في سيطرتهم على السوق، حيث يشترون الأغنام التي تصل للسوق بسعر الجملة ويرفعون الأسعار على المستهليكن بشكل مبالغ فيه، مشيرا إلى أهمية ضبط الأسواق وتشديد العقوبات بحق المخالفين. فيما يقترح المواطن صالح الغامدي رقابة صارمة على مداخل السوق بحيث يمنع دخول سيارات غير السعوديين إلى ساحة البيع، إضافة لتكثيف الدوريات بشكل مستمر على مواقع وساحات البيع داخل السوق لمنع العمالة الوافدة من مزاحمة السعوديين الذين يجدون مزاحمة كبيرة من العمالة الذين تحولوا إلى "شريطيّة" يتحكمون في أسعار السوق.