مع دخول كل موسم صيد جديد، يعيد مشهد شكاوى ملاك المزارع بمنطقة الجوف نفسه، بسبب اقتحام "هواة الصيد" مزارع المنطقة؛ بحثا عن الطيور المهاجرة دون أي اعتبار لخصوصية المكان والحذر من الوقوع بالمحظور. وقد اشتكى عدد من ملاك المزارع بمنطقة الجوف خاصة قرية الأضارع 25 كلم غرب دومة الجندل من كثرة وجود هواة الصيد بشكل ملفت ودخولهم للمزارع الخاصة بلا استئذان، خاصة مع دخول موسم هجرة الطيور هذه الأيام بدءا من سبتمبر حتى نهايته؛ بحثا عن طيور الصفاري، والقمري، والصعو، حيث تعد المزارع نقطة جذب لها. وتعد مزارع الجوف متنفسا للأهالي مع أسرهم، إضافة إلى أن أغلبهم اتخذها مسكنا له، إلا أن هواة الصيد أصبحوا يصطادون بالقرب من الأماكن المأهولة بالسكان، مما سبب انزعاج عدد منهم، خاصة أن هؤلاء الهواة يستخدمون أنواعا متعددة من الأسلحة، منها النارية والهوائية مثل "ساكتون" وبنادق نارية منها "الخرازة" و"البرنو" والجفت أم خمس وهي "الشوزن"، والتي تشكل خطرا على حياتهم وحياة أسرهم، وكان آخرها أمس، تعرض إمراة بقرية الأضارع وهي تتجول داخل مزرعتها لإصابتها بخرطوش "خردل" من بندقية صيد، إلا أن الحادثة مرت دون أضرار لحقت بالمرأة، فكانت الإصابة سطحية وبسيطة. وطالب الأهالي من ممارسي هواية الصيد باحترام المزارع الخاصة للأهالي، وعدم ممارسة الصيد داخلها نظرا لما ينتج عنه من تخريب لبعض أنابيب الري وإصابة الماشية وتعريض العمالة للخطر، مطالبين بتكثيف الوجود الأمني وتطبيق النظام بحق المخالفين ومقتني أسلحة الصيد دون رخصة ومصادرة الممنوعة منها. من جهة أخرى، أكد أحد هواة الصيد ممدوح الريس، على أهمية تعليم الصغار للصيد، كون أن الطيور المهاجرة هدف لهواة الصيد، وهي رياضة وأخلاق وفن، وإذا خلت من الذوق العام والآداب ذهب جمالها وفنها وقنصها، فحين تتحول هواة الصيد إلى ضرر على النفس والممتلكات العامة والخاصة، فإنه أمر مؤسف ومحزن. وفي المقابل يقول مساعد خبير البيئة بمركز الأبحاث بالجوف خالد السليم يجب احترام هواية الصيد بعدم التعدي على ممتلكات الآخرين، كما أن صيد الطيور المهاجرة يؤدي إلى خلل بالنظام البيئي وهذا أمر لا شك فيه، وأضاف أن سلوكيات بعض الصيادين وأساليب التعامل مع الطيور المهاجرة قد تؤدي إلى نقل الأمراض كأنفلونزا الطيور دون وعي أو إدراك من هواة الصيد. يُذكر أن الجهات الأمنية وضعت الكثير من خطط الاستعداد لمنع الصيد المخالف للتعليمات، والقبض على المخالفين، وتطبيق التعليمات بحقهم، وذلك تزامنا مع موسم الصيد وهجرة الطيور، وما قد يحدث من مخالفات للتعليمات الصادرة من وزارة الداخلية المعلنة رسميا عبر وسائل الإعلام المرئي والمسموع، وحثت الأجهزة الأمنية المواطنين على الالتزام بالتعليمات والأنظمة المتعلقة بالصيد، والتعاون مع رجال الأمن حيال ذلك؛ مراعاة للمصلحة العامة للحيلولة دون حدوث أي تجاوزات.