سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
خبراء: الدعم السعودي لمصر أفشل الضغط الغربي والتهديد بقطع "المعونات" الفقي: الدول العربية قدمت 10 أضعاف الدعم الغربي لمصر ,وهبة: تصريحات "آشتون" تؤكد تراجعها بعد موقف المملكة
أكد عدد من المحللين المصريين في تصريحات إلى "الوطن"، أهمية الدعم العربي لمصر في الفترة القادمة لمواجهة التهديد الأوروبي والأميركي بقطع المساعدات عنها، مشيرين إلى أن الموقف السعودي الواضح بالوقوف إلى جانب الحكومة المصرية كان له أكبر الأثر في إضعاف توجه بعض الدول إلى الضغط عليها وتهديدها بقطع المعونات. وعبروا عن تثمين الشعب المصري وتقديره لهذا الموقف التاريخي الذي اتخذته المملكة والدول العربية الأخرى. بداية يقول أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة الدكتور فخري الفقي إن ما قدمته الدول العربية لمصر منذ ثورة يناير يعادل أكثر من 10 أضعاف الدعم الغربي، وأضاف "جميع المساعدات الاقتصادية الأوروبية والأميركية لمصر لا تتعدى 2.5 مليار دولار سنوياً، منها 450 مليون دولار من الاتحاد الأوروبي، ونحو 1.55 مليار دولار من الولاياتالمتحدة، بينها 1.3 مليار دولار معونة عسكرية ونحو 250 مليون دولار معونة اقتصادية. وفي المقابل، فإن مصر تلقت نحو 26 مليار دولار من الدول الخليجية منذ 25 يناير عام 2011، منها 12 مليارا عقب ثورة 30 يونيو، وتضامن دول عربية مثل السعودية والكويت والإمارات مع مصر يوجه رسالة تحذير لأوروبا وأميركا، خاصة أن لهذه الدول مصالح متعددة للأوروبيين والأميركيين، وبالتالي لا يوجد وجه مقارنة بين المساعدات العربية والغربية، فالعرب يساعدون مصر في التوقيت المناسب وبسخاء، أما الغرب فيتعمد المساومة قبل منح المساعدات المتواضعة. كما أن أغلب المعونة الاقتصادية الأميركية لمصر غير مجدية ويتم استخدامها لدفع رواتب الخبراء الأميركيين، أو لاستيراد معدات أميركية الصنع". بدورها تقول عضو اللجنة المركزية لحملة "تمرد" مي وهبة: "ما قالته مسؤولة الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون عقب اجتماع وزراء خارجية الاتحاد مؤخراً بأن علاقاتهم مع الشعب المصري قوية وراسخة يعد تراجعاً ملحوظاً بعد الموقف السعودي تجاه مصر، وقد لعبت المملكة دوراً مهماً بعد أن فتحت قنوات حوار مع فرنسا من أجل خارطة الطريق بمصر، مما أجبر الاتحاد الأوروبي على التراجع". من جهته يتناول أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان الدكتور جهاد عودة الموضوع من زاوية مختلفة، ويقول "على الخارجية المصرية الاعتماد على علاقتها بالدول العربية في إطار تعاملها مع الأزمة الراهنة مع الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي، خاصة وأن التعامل الدبلوماسي خلال الفترة الماضية اتسم بالعديد من أوجه الخطأ، وغاب الحوار الدبلوماسي عن المشهد، مما يؤكد ضرورة تحرك الخارجية المصرية، مدعومة بتحركات عربية، للتعامل بصورة أفضل مع العالم الخارجي دون التهوين أو التضخيم من تداعيات قطع المساعدات، وأن تدرك الخارجية المصرية أن العلاقة بين القاهرة وواشنطن ليست قائمة على الندية، وإنما قائمة على علاقة التكافؤ، فلا يمكن أن نطلب من الرئاسة التخلي عن المعونات المتفق عليها في اتفاقيات دولية، فكل هذه المطالبات ساذجة وليس لها أثر حقيقي، وتعبر عن عدم الإدراك والوعي بالعلاقات الدولية". وأضاف "كل هذه التحركات لا ينبغي أن تكون بمعزل عن الدول العربية الكبرى وعلى رأسها المملكة العربية السعودية التي كانت لها مواقف مشرفة في دعم مصر طوال الفترة الماضية، ولا يمكننا تجاهل حقيقة أنه بعد كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز، التي وعد فيها بدعم مصر وتعويض العرب للمساعدات الغربية بما قيمته 9 مليارات دولار، بدت مصر ليست بحاجة إلى الغرب، لأن أمامها خيارات أخرى". في ذات السياق، قال رئيس لجنة المجتمع المدني بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور أيمن عبدالوهاب "هناك نوع من الصراع السياسي الدائر بين مصر والولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي، مما أدى إلى تصاعد حدة المطالبة بالاستغناء عن المعونات الغربية نتيجة لهذا الصراع، والحل يجب أن يقوم على ضرورة استعادة وتقوية مقومات الدولة المصرية من خلال التعاون العربي، وأن تتبنى الحكومة خطاباً مستمراً للتوعية بحجم الضغوط التي تواجهها، وكذلك توفير قدر كبير من الشفافية حول صندوق دعم مصر والإعلان عن كل البيانات والأرقام الخاصة به، وبالمساعدات والمعونات المقدمة من قبل الدول العربية لمصر". من جانبه، أكد نائب مدير مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية عماد جاد، أن الموقف السعودي المساند لمصر كان له أكبر الأثر في إحباط المخططات الرامية للضغط على مصر وتهديدها بقطع المعونة الأجنبية عنها، وأضاف في تصريحات صحفية أن المرحلة القادمة تتطلب من الحكومة المصرية زيادة التنسيق مع نظرائها العرب لأجل تخطي المرحلة الراهنة، مؤكداً أن المواقف الداعمة للسعودية والإمارات والكويت ستظل هي الرهان الذي يراهن عليه الشعب المصري للتغلب على المصاعب التي تواجهه، وتابع "لا شك أن الدعم العربي هو أمل الشعب المصري في الوقت الحالي، بعد أن ربط الآخرون مساعداتهم بتغيير المواقف السياسية للدولة، وهو موقف لا يمكن للشعب المصري أن يقبل به تحت أي ظرف، ويبقى الأمل في دعم أشقائنا العرب الذين لا يربطون دعمهم بأي شروط بل هو نابع من إيمانهم بأهمية التضامن العربي".