أجمع خبراء ودبلوماسيون وسياسيون مصريون على أن مهمة وزير الخارجية سمو الأمير سعود الفيصل ستنعكس بدرجة كبيرة على قرار المجلس الوزاري الأوروبي خلال اجتماعه اليوم «الأربعاء» في بروكسيل.. وتوقعوا ألا يصدر أي إجراء عقابي ضد مصر، وأن يكتفي وزراء الخارجية الأوروبيون ببيان ينطوي على مناشدة الحكومة المصرية التخلي عن العنف والمضي في الإجراءات والخطوات نحو إرساء قواعد الحكم الديمواقراطي وتنفيذ خارطة الطريق. في هذا الصدد أكد السفير الدكتور محمد شاكر «رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية» أن زيارة ومهمة الأمير سعود الفيصل كانت مثمرة للغاية، وأبدى ثقته أن هذا سينعكس على الموقف الأوروبي الذي توقع ألا يصل إلى درجة إصدار قرار ضد مصر، وإنما سيقتصر على بيان ومناشدة يحث الحكومة المصرية على المضي في تنفيذ خارطة الطريق وجميع الأطراف والتخلي عن العنف والاحتكام إلى الحوار. وتابع الدكتور شاكر قوله: إن جهود المملكة والأمير سعود الفيصل بدأت تؤتي ثمارها بالفعل من قبل انعقاد الاجتماع الوزاري الأوروبي، حيث لمسنا تغيرا في اللهجة من جانب بعض الدول خاصة فرنسا وبريطانيا بجانب الولاياتالمتحدة. وقال السفير شاكر إن مبادرة خادم الحرمين الشريفين ورسالته وانحيازه بقوة إلى جانب مصر خلقت مناخا جديدا، حيث أظهر وقوف الدبلوماسية السعودية بكل قوة ودون تردد في قضية لا تحتمل الصمت وهي الدفاع عن حق مصر في صيانة أمنها وفي مواجهة الإرهاب .. واعتبر أن ما ميز موقف المملكة وخادم الحرمين أنه كان واضحا وحاسما، ومن ثم من المؤكد أنه سيكون له صدى كبيرا أخذا في الاعتبار مصالح الدول الغربية مع الخليج وخاصة المملكة، إلى جانب حرص هذه الدول «الأوروبية» على علاقتها مع مصر. ويري السفير جمال بيومي «مساعد وزير الخارجية السابق والأمين العام لاتحاد المستثمرين العرب» أن الاتحاد الأوروبي لن يقدم على اتخاذ أية إجراءات أو عقوبات ضد مصر، مشيرا إلى أن أهمية توقيت التحرك السعودي الرفيع والعالي المستوي والذي ترجم مبادرة خادم الحرمين الشريفين تجاه مصر مما شكل "حائط صد" بمواجهة أي إجراء أو قرار، أضاف: كما أن الدول الأوروبي تدرك وزن المملكة الاقتصادي والسياسي، ومن ثم لن تقدم على خطوة تضر بعلاقاتها بها، وستأخذ في اعتبارها التحرك الذي بادرت به على أعلى مستوى مما دلل على مدى اهتمامها بالوضع في مصر وما عكسه بيان وزير الخارجية السعودي القوي الذي حسم الموقف، خاصة حين حذر من أية إجراء يمس المساعدات، والأكثر من ذلك وعد أن تتولي الدول العربية تعويضها .. وهو ما يعني أن الأمير سعود الفيصل أراد أن يقول للغرب «إننا لن نترك مصر وحدها».. وقال محمد عطية منسق تكتل القوى الثورية أن التغيير في الموقف الأوروبي جاء ثمرة للدعم المخلص من قبل المملكة وليس فقط نتيجة الإرادة المصرية، وأضاف أن إعلان بان كى مون الأمين العام للأمم المتحدة عن استعداد الأممالمتحدة للوقوف بجوار مصر، سيكون بمثابة بداية التغيير 180 درجة في موقف أمريكا والأممالمتحدة، مما حدث في مصر وإدراك أنه كان إرادة شعب، وقال إن هذا التغير ليس نتيجة الإرادة المصرية الواضحة فقط لكل نتيجة للدعم الخالص والأمين من قبل الأشقاء في السعودية وأضاف عطية: يبدو أن الأممالمتحدة وأمريكا والدول الغربية بدأت تدرك أن إرادة شعب مصر أقوى من أي اتفاق بين جماعة الإخوان وأمريكا والغرب، وأن هناك دول عربية شقيقة لا يمكن أن تسمح للدول الغربية بابتزاز مصر عن طريق المساعدات، وفي السياق ذاتة، قال الدكتور أحمد دراج القيادي بجبهة الإنقاذ، إن مصر تكفيها المساعدات السخنة مع كافة الأصعدة من الدول العربية التي تعي جيدا أن مصر لها دور هام في محيطها وخاصة المملكة العربية السعودية، ورحب دراج بتصريحات الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون التي جاءت خلال المؤتمر الصحفي بمدنية نيويورك، وأن الأممالمتحدة على أتم استعداد لمساعدة مصر لتجاوز أزمتها، مشيرا إلى أن مصر على استعداد لتقبل المساعدات دون فرض إملاء أو تدخل في الشؤون الداخلية وطالب دراج الأمين العام للأمم المتحدة أن يوضح للعالم من خلال موقعه الدولي، أن الشعب المصري له حق الإرادة لتقرير مصيره دون قيد أو إملاء من العالم ما دام هناك توافق شعبي. وفي سياق متصل أكد هشام الهرم عضو المكتب السياسي لحزب الحركة الوطنية، أن هناك دولا كثيرة بدأت في تغيير موقفها عن ما حدث في مصر ومنها دول في الاتحاد الأوروبي بفعل الدعم الدبلوماسي السعودي الذي قام به خادم الحرمين الشريفين ووزير خارجيته سمو الأمير سعود الفيصل الذي ساهم بدور كبير في تغيير الموقف الفرنسي، وأضاف الهرم نتمنى أن تكون تصريحات بان كى مون الأمين العام للأمم المتحدة بداية لإدراك أن ما يحدث في مصر هي مواجهة من الشعب والجيش والشرطة للإرهاب، وأشار الهرم إلى أن الشعب والجيش والشرطة يقفون الآن في مواجهة فئة قليلة تتبنى الفكر الإرهابي، وتنتهجه، وهي فئة لا نشرف بانتمائها للوطن وقال الدكتور محمود الشيخ الباحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية الاستراتيجية والمتخصص في العلاقات المصرية الأوروبية أن هامش الضغط الأوروبي على مصر ضعيف للغاية بعد الزخم السياسي والاقتصادي الذي أبرزته المملكة العربية السعودية خلال الأيام القليلة الماضية. وقال الشيخ ل «عكاظ» أن حجم المساعدات التي يقدمها الاتحاد الأوروبي ضعيفة للغاية وجميعها تذهب لمشروعات المجتمع المدني التي يصعب وقفها في الوقت الراهن، مؤكدا أن جميع المساعدات المباشرة للحكومة المصرية لا تتعدى 150 مليون يورو، وأن الدول التي أعلنت عن تعلىق مساعداتها لمصر مثل السويد والدنمارك لا تتعدى مساهماتها 10 ملايين يورو، لافتا إلى أن إجمالى المساعدات السويدية لمصر 40 مليون كرون أي حوالى 4 مليون يورو. وأضاف الشيخ أن تصريحات وزير الخارجية السعودي أن بلاده كفيله بتعويض مصر عن أي خفض للمساعدات الأوروبية والأمريكية سوف يفقد أي نقص لهذه المعونات للضغط السياسي الذي تريدة الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي الذي يجتمع اليوم الإربعاء لبحث قرارته ضد مصر. وشدد على أن نجاح الأمير سعود الفيصل في إقناع فرنسا التي تشكل مع المانيا أكبر رافعة للقرارات الأوروبية التي ستصدر اليوم، وبالتالي لن تكون هناك أي مواقف سلبية كبيرة من جانب الاتحاد الأوروبي، وأن أكثر القرارات المتوقعة قد تتعلق بتعلىق صفقات سلاح صغيره لمصر لفترة محدده، وأن هذه القرارات ربما تكون كنوع من إبراء الذمة من الدول الأوروبية تجاه شعوبها، التي تأثرت بالإعلام الغربي الذي لا ينقل الحقائق عن مصر.