أحيت اليابان الذكرى ال 68 لإسقاط قنبلة نووية على هيروشيما اليوم الثلاثاء (6 أغسطس) في الوقت الذي تواجه فيه الحكومة انتقادات بسبب سعيها للترويج لتكنولوجيتها النووية خارج البلاد. ووصل المئات قبل شروق الشمس للصلاة ووضع البخور أمام نصب تذكاري به آلاف لقوا حتفهم خلال الهجوم وغيرهم كثيرون توفوا بسبب التعرض للإشعاع في آخر أيام الحرب العالمية الثانية. وحين حل وقت إسقاط طائرة حربية أمريكية بي-29 القنبلة الساعة 8.15 صباحا (2315 بتوقيت جرينتش) التزم سكان المدينة بدقيقة صمت حدادا على أرواح الضحايا ودقت أجراس السلام. وقرأ رئيس الوزراء الياباني شينزو ابي كلمة قال فيها إن من واجب اليابان المطالبة بعالم بلا أسلحة نووية. وأضاف "نحن اليابانيين الضحايا الوحيدون في التاريخ للهجوم النووي ونحمل مسؤولية مؤكدة تتمثل في خلق عالم بدون أسلحة نووية ومن واجبنا مواصلة تذكرة العالم بلاإنسانيتها (الأسلحة النووية)." وانتقد كازومي ماتسوي رئيس بلدية هيروشيما هذه الكلمة والتي كثيرا ما أدلى رؤساء وزراء سابقون بتصريحات مماثلة لها خلال هذه المراسم. وقال ماتسوي الذي كان والده من الناجين من الهجوم وعانى آثار الإشعاع النووي "ربما كانت المحادثات التي تجريها اليابان مع الهند بشأن الحصول على التكنولوجيا والمعدات النووية تصب في صالح العلاقات الاقتصادية بين البلدين لكنها تقف عائقا أمام إنهاء الانتشار النووي." وكان هذا انتقاد مباشر لسعي اليابان لبيع تكنولوجيتها النووية في الخارج رغم المعارضة الداخلية عقب حادث محطة فوكوشيما النووية التي شهدت انصهارات بعد زلزال مدمر وأمواج مد بحرية عاتية في 11 مارس اذار 2011. كما يأتي هذا الانتقاد في وقت يتشكك فيه كثيرون في قدرة شركة تيبكو التي تقوم بتشغيل محطة فوكوشيما على احتواء آثار الأزمة النووية. يأتي هذا بعد اعتراف تيبكو بأن مياها جوفية شديدة الإشعاع ترتفع بشكل لا يمكن السيطرة عليه وربما تتخطى الحواجز قريبا جدا. وأسفر إسقاط القنبلة التي أطلق عليها اسم "الولد الصغير" عن تصاعد مزيج من موجات الصدمات والأشعة الحرارية والإشعاع. وقدر عدد القتلى بحلول نهاية عام 1945 بنحو 140 ألفا من إجمالي عدد السكان الذي كان يبلغ 350 ألف نسمة في ذلك الحين. وبعد 3 أيام من الهجوم على هيروشيما أسقطت الولاياتالمتحدة قنبلة نووية أخرى على مدينة نجاساكي في الجنوب. واستسلمت اليابان بعد ستة أيام.