أكد التشكيلي جلال الطالب أن المنحوتات الآشورية، تتميز بدقة التفاصيل من خلال مزجها الواقع بالخيال، فترى لوحات، جسد حيوان برأس إنسان ملتحي، وإنسان بجناح طائر، والتماثيل ثلاثية الأبعاد، تبهر وتبعث في النفس الدهشة والمهابة، والفنان الآشوري لم يتوقف عند خامة محددة، فقد استعمل الخشب وطعمها برقائق الفضة والذهب وأتقن صنع الحلي، وحفر على العاج، وبناء التماثيل من أحجار مركبة صغيرة كالطوب ونحت المسلات من الصخور الكبيرة، فأرض العراق التي تزخر بالأحجار الطبيعية متعددة الأنواع والألوان، شكلت أرضية خصبة لإبداع الفنان الآشوري. الطالب أوضح ل"الوطن" بعد مشاهدتي اللوحة النحتية في متحف دومة الجندل وهي نسخة طبق الأصل من الموجودة في لندن، مشغولة بطريقة النقش البارز تحكي قصة معركة دارت بين مملكة أدوماتو وهو الاسم القديم لمدينة دومة الجندل وإمبراطورية الآشوريين". ويضيف "المنحوتات الآشورية على مر العصور واختلاف فنانيها، بهيئة موحدة وكأنه قالب واحد متوارث. نتيجة التدخل في عمل الفنان، ومفهوم التدوين والسرد موجود لدى الآشوريين، كالكتابة المسمارية التي ورثوها عن السومريين، ودلَّ على ذلك وجود آلاف المخطوطات التي تم اكتشافها عند الآشوريين، وهنا سقط حق التدوين عبر الفن، فهم - الآشوريون - شعب متحضر، يدوّن قصصه وإنجازاته بالرسم على صخور الكهوف. ولا أجد لأدلجة الفن عند الآشوريين إلا مبررا واحدا لا ثاني له وهو استعمال الفن كوسيلة دعائية إعلامية لإرهاب خصومهم، لأنه يحاكي الصور الذهنية وترسخ في الذاكرة، ويمكن أن نقارنها بالطرق الدعائية في وقتنا الحاضر سواء كانت متلفزة أو مطبوعة، ولا يخلو الأمر من أنها تكريس للنزعة القتالية لدى القادة والجنود الآشوريين بأنهم ذوو قوة وسطوة، وأضاف الطالب "أن الفن هو الشاهد الصادق لأية ثقافة أو حضارة".