في الوقت الذي انتخبت فيه أغلبية أعضاء ائتلاف المعارضة السورية، أول من أمس بإسطنبول أحمد عاصي الجربا رئيساً للائتلاف، أكد عدد من الخبراء السياسيين أن الجربا قادر على توحيد صفوف المعارضة، فيما عارض آخرون ذلك. وقال الخبير والمحلل السياسي أنور عشقي إن "الجربا له انتماء قبلي، ومعه قاعدة جيدة من المؤيدين والموالين له، إلا أنه رجل ثابت على مبدئه، وسبق له أن اصطدم بالنظام، ولذلك سيكون فعالا بهذه المرحلة، خصوصاً أنه يوجد الكثير حوله من المتفقين معه، وهذه العملية تشجع الكثير بأنهم يلتفون حوله، لأنه لا ينحاز لفئة بل حتى إن قبيلة شمر بالعراق ستكون معه، وهذا يفتح لهم طريقا للعراق. وأضاف عشقي "برأيي أن الجربا رجل مفيد لهذه المرحلة، بشرط ألا يستقيل"، مضيفا المشكلة في سورية هي أن القيادة ليست موحدة توحيداً جيداً. وتابع "بوجود الجربا آن الآون لترابط الفئتين من القيادة السياسية والعسكرية بالداخل وأن يعاد تنظيم قيادة المعارضة، ولا أعتقد حدوث اختلاف داخل الائتلاف لأن أساس الجربا من القبائل الكبيرة، وهذا يعطيه قدرة على التفاهم مع جميع الأطراف". من جانبه، أكد ل"الوطن" الخبير الاستراتيجي الدكتور علي التواتي، أن الجربا ليس مؤهلاً لقيادة الائتلاف كونه من العنصر البدوي، خصوصاً أنه يأتي بعد معاذ الخطيب الذي يحظى بحضور عالمي وقبول من كافة مجتمعات الشعب السوري. وأضاف "الجربا لا يمثل سوى فئة معينة من الشعب التي تتمركز بمناطق الفرات وإلى حد ما في درعا، لكن وسط سورية من الشام وحلب وحمص والشمال وهي المناطق التي تمثل ثقل بسورية، وبالتالي كان من المفترض أن الشخص يكون ممثلاً لأكبر قطاع من الشعب وهذا لا ينطبق على الجربا". وأوضح التواتي "أن انتخاب الجربا باعتبار جيش النظام لصالحه، لأنه بديل لشخص لا يستطيع أن يحل محله، لأن الخطيب من التيار الإسلامي الغالب، والجربا لا ينطبق عليه ذلك وليس له "كاريزما" وليس لديه الجاذبية الكافية للزعامة ولا يملك التأهيل اللازم لقيادة اختلافات سياسية". وأضاف التواتي "الانتخاب ليس له إيجابية لكونه تأخر، وكان أكثر إيجابية لو أصروا على بقاء الخطيب، أفضل لهم من تغيير رئيس الائتلاف كل فترة، لأن هذا رابع رئيس للائتلاف المعارض، وجميعهم ليسو أكفاء لقيادة تلك المعارضة، وأثبتوا ذلك باستثناء الخطيب".