يُعد الإتلاف السوري المعارض النواة الأكثر صلابة في المجموعات السورية المعارضة، ومنذ استقالة زعيم الائتلاف السابق معاذ الخطيب في مايو الماضي، ظلت المعارضة السورية بلا رئيس، حيث تحولت الزعامة إلى صراع وخصام تداخلت فيها قوى إقليمية وغربية، من أجل بسط هيمنتها على المعارضة السورية، وهو الأمر الذي أضعف من موقفها وشتت من جهودها. وتوافق الائتلاف السوري على المرشح القبلي أحمد الجربا في ظل ظروف خطيرة تمر بها الثورة السورية، نظراً لتقدم قوات الأسد في حمص ودكها بالصورايخ والقذائف الكيماوية للمحاولة على السيطرة على مدينة حمص الإستراتيجية، حيث يعول عليه الشعب السوري كثيراً لشخصيته القيادية الكبيرة.
"سبق" تستطلع حياة "الجربا" والذي قال في أول تصريح له بعد توليه زعامة الائتلاف: إن حمص هي الأولية الآن. ولد أحمد عاصي الجربا عام 1969 في القامشلي في محافظة الحسكة شمال شرق سوريا، ويحمل إجازة في الحقوق من جامعة بيروت العربية. وهو زعيم في عشيرة آل شمر السنية الكبيرة، التي تتواجد في سوريا والعراق والسعودية والأردن، وقد لعب دوراً أساسياً في التواصل بين العشائر والمعارضة.
اعتقل بسبب مواقفه المناهضة للنظام في الشهر الأول من الثورة في آذار مارس لدى الفرع الداخلي للمخابرات العامة وذلك للمرة الثانية، وكان قد أمضى سنتين في سجون النظام بين 1996 و1998. خرج نهائياً من دمشق في أغسطس عبر بيروت ليستقر في السعودية.
وهو صاحب شاربين ولحية خفيفة تميل إلى الرمادي، غالباً ما يظهر الجربا ببزات رسمية مع ربطة عنق، لكن صوراً عديدة له وزعت وهو بالكوفية والعباءة الخاصة بالعشائر، وبينها الصور التي التقطت له في أثناء زيارته مخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن.
عمل "الجربا" في مجالات الإغاثة والطب لدعم الثورة السورية منذ انطلاقها. وكان عضواً في الأمانة العامة للمجلس الوطني السوري، قبل أن يصبح عضواً في الائتلاف الوطني السوري ثم رئيساً لها.