اندلعت تظاهرات حاشدة في أكثر من 30 مدينة مصرية، تطالب الرئيس محمد مرسي بالتنحي وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، فيما تجمع في ميدان رابعة العدوية بمدينة نصر آلاف الإسلاميين المؤيدين للرئيس في مليونية "الشرعية خط أحمر". وتوافد إلى ميدان التحرير أمس عشرات الآلاف من الثوار؛ لينضموا إلى المعتصمين فيه، للتنديد بسياسة الحكومة، و"أخونة الدولة" ودعت حركة "تمرد" لبدء الاعتصام ابتداء من أمس في ميادين الأحياء الكبرى بالقاهرة؛ للاستعداد لحشد 30 يونيو إلى قصر الاتحادية الرئاسي، الذي تحول إلى ثكنة عسكرية، مع استنفار أمني في الشوارع المحيطة به. وشهدت بعض التظاهرات في الإسكندرية والمحلة اشتباكات على إثر تعرض محتجين لإطلاق نار يعتقد أن مصدره كان من قبل المؤيدين لمرسي. وكانت الاشتباكات التي وقعت بين المؤيدين للرئيس والمعارضين له منذ الأربعاء، قد أسفرت عن مقتل 5 متظاهرين وإصابة أكثر من 500 شخص بمدن: الشرقية، والمنصورة، والمنوفية، والغربية، والإسكندرية إضافة إلى حرق مقرات للإخوان المسلمين. اشتعلت الميادين في المدن المصرية أمس، بتظاهرات حاشدة تطالب برحيل الرئيس محمد مرسي، وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، فيما اكتفى الإسلاميون بالتجمع في ميدان رابعة العدوية بمدينة نصر لإعلان تأييدهم للرئيس وللشرعية. وشهدت الكثير من المدن، خاصة في المنصورة والزقازيق اشتباكات بين أنصار مرسي ومعارضيه منذ الأربعاء، أسفرت عن مقتل أربعة أشخاص، منهم شخصان تُوفيا متأثرين بجراحهما، وفقا لمصدر طبي أمس. كما أصيب في تلك الاشتباكات 467 شخصا في مدن الشرقيةوالمنصورة والمنوفية والغربية، حسبما أعلنت وزارة الصحة. وفي الإسكندرية تعرضت مسيرة معارضة للرئيس أمس، إلى طلقات خرطوش "من بنادق صيد"، مما أدى إلى إصابة عدة متظاهرين، بحسب مشاهد بثتها على الهواء مباشرة قنوات فضائية مصرية. وتجمع آلاف المعارضين بميدان التحرير، وهم يلوحون بأعلام مصر ويهتفون "ارحل" لينضموا إلى مئات أمضوا ليلتهم في الميدان. وشهدت القاهرة عدة مسيرات مناهضة للرئيس انطلقت من ثلاثة ميادين رئيسة بأحياء: المهندسين وشبرا والسيدة زينب. في المقابل، تجمع قرابة عشرة آلاف من أنصار مرسي في مدينة نصر في مليونية "الشرعية خط أحمر"، وبدؤوا ينصبون خياما استعدادا لاعتصام أكدوا أنه سيكون مفتوحا للدفاع عن "شرعية" الرئيس. إلى ذلك، اتخذت السلطات المصرية عددا من الاحترازات الأمنية لمنع الاقتتال الداخلي، إذ انتهى فريق الحراسة الخاص بالرئيس من إغلاق جميع مداخل قصر "الاتحادية" بعشرات من الكتل الخرسانية، وتحول القصر إلى ما يشبه الثكنة العسكرية. كما رفعت وزارة الداخلية درجة "الاستنفار الأمني"، وعززت قواتها بمحيط القصر الرئاسي. وسياسيا، رفضت حملة "تمرد" أمس، تدخل الجيش في السياسة مهما كانت الحجج التي يسوقها قادة جبهة الإنقاذ، مما جعل الكثير من القوى السياسية تحذر من مغبة الاختلاف قبل مظاهرات الغد. وأكد عضو المكتب السياسي لتكتل القوى الثورية محمد عطية، وجود اختلافات وانشقاقات بين الحركات التي تقود الاحتجاجات، الأمر الذي أدى إلى أن كل حركة بدأت تعلن بمفردها عن خطة مسيرتها في30 يونيو، موضحا أن "ذلك يرجع لكون مسؤولو حركة تمرد يحاولون أن تتصدر حملتهم المشهد السياسي، والاستحواذ على الرؤية السياسية لهذا اليوم، ولذلك أسرعت بإصدار بيان الثلاثاء الشهير، الذي أكدت فيها أنها غير مسؤولة عن خطط المسيرات التي طرحها تكتل الثورية". من جهته، قال وكيل مؤسسي حزب 6 أبريل عضو التكتل الثوري، طارق الخولي، إن "حملة تمرد لها وجهة نظر في الحشد تختلف عن وجهه نظر بعض القوى الثورية، ومن ثم بدا المشهد السياسي ليوم 30 يونيو يأخذ شكلا جديدا يتسم بافتقاد الجماعية". جاء ذلك في الوقت الذي أكدت فيه حركة "أقباط بلا قيود" مشاركتها في مظاهرات 30 يونيو، وقال الناشط القبطي شريف رمزي مؤسس الحركة، إن "أعضاء الحركة سيخرجون في مسيرة مسجد النور بالعباسية حاملين أكفانهم على أيديهم وسيتقدمون الصفوف كدروع بشرية لحماية المتظاهرين مسلمين كانوا أو مسيحيين". من جهته، دعا المرشح الرئاسي السابق رئيس التيار الشعبي، حمدين صباحي المتظاهرين إلى الالتزام بالسلمية، مشيرا إلى أن من يستخدم العنف عدو للشعب والثورة.