مع إشراقة كل صباح يستيقظ الشابان "محمد وعلي" ويبحثان عن نقطة تقاطع استراتيجية، أو مفترق طرق في واحة الأحساء، لعرض بضاعتهما من البطيخ الحساوي الأصفر، والحبحب الأحمر، التي تغري أشكالهما المارة فيتوقفون للشراء. وكلما اشتدت الحرارة كان لمعان وألوان تلك "القرعيات" أكثر جذبا، وتعدّ فترة خروج الموظفين من أعمالهم فترة ذهبية لا يفوتها البائعان الكادحان تحت أشعة الشمس، لينهال عليهما عشرات الزبائن؛ ليطفئوا حرارة القيظ ببرودة البطيخ والحبحب، ويتسمر المشهد مع الاثنين لأكثر من شهرين متتالين حتى ينتهي المحصول من أراضي الواحة التي يزرع فيها على مساحات شاسعة. وبين الشاب محمد ل"الوطن" في حديثه أنه تخرج من المرحلة الثانوية قبل 4 سنوات ولكن لم يحالفه الحظ في الالتحاق بالجامعة أو الحصول على وظيفة، فامتهن عدة مهن متنوعة، متنقلا بين الأعمال الحرة تارة، والقطاع الخاص تارة أخرى، ولكنه هذا العام فكر مع صديقه علي في بيع الخضروات والفواكه الموسمية التي تنتج في الواحة مثل القرعيات والليمون والرطب والتمور وغيرها، وبعد انتهاء موسمها يبحثان عن فرص وظيفية أخرى. ويشتري محمد وعلي بضاعتهما من المزارع التي تنتج البطيخ الحساوي على طريق قطر الزراعي- شرق الواحة -، والمزارع التي تنتج الحبحب الأحمر بكميات هائلة في هجرة حرض-180كم-جنوب غرب الأحساء، فيتكسبان معا بالقدر الذي يوفقان له. ويتميز البطيخ الحساوي - المعروف بلونه الأصفر -، بكثرة مائه، وطعمه الحلو، وتبدأ بداية زراعته في شهر فبراير إلى جنيه في منتصف أبريل ولمدة لا تتعدى الشهرين عادة، ويفضل الأحسائيون افتتاح موائدهم بتناول البطيخ كونه فاكهة موسمية سرعان ما تنتهي، على عكس بقية الفواكه والخضار، ويزرعه الفلاحون في مساحات كبيرة على طريق قطر -شرق الأحساء- وهجرة حرض، ويبرين جنوب غرب الأحساء أيضا، وتدخل نوعية التربة من حيث الملوحة والخصوبة، والمياه في تحديد الجودة والطعم، وبالتالي ينعكس على المردود الاقتصادي للإنتاج، إضافة إلى أن متابعة المحصول، ورشه ومكافحة الحشرات التي تفتك بالثمرة أثناء تكونها له الأثر الكبير في زيادة الإنتاج، وتزن الثمرة الواحدة ما بين 6 إلى 9 كجم، ويباع البطيخ دون وزن بل بالحبة الواحدة، ويتراوح وزن بعضها من 4-8 كجم، بسعر ما بين العشرين إلى الثلاثين ريالا، أما الحبحب فأغلب بيعه بالوزن المتراوح ما بين الريال والريالين للكيلو الواحد.