تخوَّف أهالي المنطقة الشرقية وخصوصًا سكان محافظة حفر الباطن من حدوث كارثة بشرية مشابهة لكارثة سيول جدة ، نظراً لوقوع أكثر من 17 ألف منزل على مجرى سيل وادي الباطن ، ولعدم وجود شبكة سيول بالمحافظة ، كما حمَّل سكان مدينة الدماموالخبر أمانة المنطقة الشرقية مسؤولية تراكم كميات مياه الأمطار وانتشار الحشرات في المستنقعات التي تنشأ داخل الأحياء بسبب سوء تصريف مياه الأمطار ، كما طالب سكان المنطقة بالاستفادة من التجارب الناجحة في الدول الأخرى في مجال تصريف مياه الأمطار . تطور الخدمات وتخوف عبدالله الشمري وهو أحد سكان مدينة حفر الباطن من وقوع كارثة بشرية نظراً لوقوع المدينة على مجرى سيل , وقال الشمري : مدينة حفر الباطن تقع على مجرى سيل وادي الباطن الكبير ، ولقد عانت حفر الباطن من الغرق عدة مرات حتى أن سنة من السنوات التي غرقت فيها المدينة سميت بسنة الهدام نظراً لما أحدثته السيول من هدم للمساكن وغرق للمواشي ، ومع تطور الخدمات التي تشهدها كافة المدن بالمملكة إلا أن الحلول المقدمة لمشكلة السيول بالحفر لا تزال بدائية ، والدليل ما شهدت محافظة حفر الباطن قبل أعوام من غرق الأحياء بعد هطول الأمطار وتدفق مياه سيل وادي الباطن والتي أدت إلى إتلاف الأنفس والممتلكات والتي بقيت آثارها في الأنفس حتى هذه اللحظة ، فمدينة حفر الباطن تعاني من إهمال من البلدية وتراخي في وضع الحلول ، حتى أن وزارة المياه تنفذ مشروع سد الباطن ببطء . ويضيف الشمري : أمانة الشرقية هي المسؤول الأول عن غرق مدينة حفر الباطن لأنها هي الجهة المخططة والمصرحة للبناء في الأحياء التي تقع على مجرى السيل ، وهذا الشيء ينبىء بحدوث كارثة بشرية مشابهة لكارثة جدة ، لأن الناظر في حال الأحياء التي غمرتها السيول في جدة يرى نسختها المتطابقة في أحياء محافظة الحفر ، والجميع يتمنى هطول الأمطار ولكن واقع أحياء الباطن يشعرنا بالخوف . حي النور وقال فلاح صقر وهو أحد سكان حي النور بالدمام أن منازل الحي لا تزال تسبح بين المستنقعات وكثير من الأراضي مليئة بالمياه وذلك في أيام الصيف فكيف إذا دخل الشتاء واستمرت الأمطار ؟؟ . وقال أيضًا : مرات عديدة وسكان الحي يتقدمون بالشكوى لأمانة الشرقية لأجل التخلص من كميات المياه المحيطة بمنازل السكان والتي تسببت بانتشار الحشرات بشكل ملحوظ ، ولكن للأسف لم نرى تجاوباً من البلدية في سحب كميات المياه والتي ستزداد مع هطول الأمطار في الأيام القادمة وستغمر الشوارع وأجزاء من المساكن ، فمن المخجل أن نرى أحياء الدمام بهذا الشكل ومن المخجل أيضًا أن نرى تصاريح صحفية لمسؤولي الأمانة تتحدث عن الإنجازات ولا تعترف بالإخفاقات ، والمشكلة ليست مشكلة حي النور فقط بل مشكلة أحياء كثير ، سواء بالدمام أو الخبر أو القطيف . ويضيف فلاح : أمانة الشرقية تكثف مشاريع تصريف مياه الأمطار في الشوارع الكبرى وتهمل الشوارع الواقعة داخل الأحياء مما يجعل الشوارع كالبحيرات تؤثر في تشققات الطبقة الإسفلتية . ويتسآل فلاح قائلاً : لماذا شوارع المنطقة الشرقية تحتفظ بهذه الكميات الكبيرة من المياه مع وجود مشاريع صرف ؟؟ إذاً يوجد خلل في مواصفات مشاريع أمانة الشرقية وإلا لما وقعت تلك الأخطاء ، فهل من المعقول أن تتجمع مياه الأمطار في أنفاق طريق الملك فهد بالدمام في كل عام مع وجود مشاريع صيانة !! حفر الباطن: قنوات تصريف السيول بطول 24 كيلومتراً عانت حفر الباطن من الغرق عدة مرات حتى إن سنة من السنوات التي غرقت فيها المدينة سميت بسنة الهدام نظراً لما أحدثته السيول من هدم للمساكن وغرق للمواشي أوضح رئيس بلدية حفر الباطن محمد الشايع في تصريح لوسائل الإعلام أن أطوال قنوات تصريف السيول ارتفعت بداية من عام 2006م من 12 كم إلى 24 كم، مشيراً إلى أنه لا توجد شبكة سيول بحفر الباطن، ويُعتمد على التصريف بالقنوات المفتوحة، التي تخفف من آثار الأمطار، وتنقلها لخارج المدينة بجهود ذاتية من البلدية، وسيكتمل مشروع القنوات خلال السنتين المقبلتين بعد ترسية مشروعات على مقاولين لاستكمال الطرق الرئيسية المتبقية. وبيّن الشايع أن 17 ألف منزل في أربعة أحياء ، هي أبي موسى الأشعري والعزيزية والخالدية والفيصلية ، تشكل خطراً لوقوعها في مجرى السيل الرئيسي لوادي الباطن. مشيرًا إلى أن البلدية استبعدت أحد المكاتب الاستشارية بعد إخفاقه في وضع خطة مقنعة لتصريف السيول مؤكدا أن هناك دراسة كاملة لتحديد آلية حماية المحافظة من السيول وتصريفها بين عدة جهات، وسوف تقوم البلدية بتنفيذ ما يخصها من مشروعات بعد انتهاء الدراسة، مضيفا أن البلدية استفادت من دراسات مشروعات تصريف السيول في جدة والرياض وأضاف الشايع أن بلدية حفر الباطن تقوم بعمل مخططات جديدة سيتم مراعاة أن تكون ذات مناسيب بعيدة عن الخطورة ولن يتم تسليم قطع الأراضي للمواطنين إلا بعد أن يكون منسوب البناء واضح حتى نتجنب نشوء مناطق تجمعات مياه في هذه الأحياء الجديدة. أمانة الشرقية: محطات تصريف لمواجهة مياه الأمطار في المنطقة أوضح مدير العلاقات العامة والإعلام بأمانة الشرقية محمد بن عبدالعزيز الصفيان ان أمانة المنطقة الشرقية استعدت لمواجهة الأمطار بتشغيل محطات تصريف مياه إضافية لتلك المحطات العاملة وطاقة تصريفية 46.000م3 بالساعة، حيث تقوم هذه المحطات بضخ مياه الأمطار إلى مياه الخليج عن طريق خطوط الطرد والتي يبلغ إجمالي أطوالها 45 كيلومترا بأقطار تتراوح من 1200 إلى 1400 ملم وبتكلفة 110 ملايين ريال، بالإضافة إلى 20 محطة لتصريف المياه قائمة ليصبح عدد المحطات 27محطة لتصريف المياه. وأشار إلى أنه تم تطبيق خطة للطوارئ الخاصة بتصريف مياه ودرء أخطار التجمعات، وقد شارك في خطة العمل عدد كبير من الأفراد والمسئولين والمقاولين والمعدات والآليات وتم تشغيل شبكات ومحطات تصريف مياه الأمطار بحاضرة الدمام، والتي تعمل بكامل طاقتها التصريفية كما هو مخطط له وبالتواجد الفعال لمقاولي أمانة المنطقة الشرقية ويتم تشغيل المحطات بواسطة مشغلين متواجدين على مدار الساعة مع المرور الدوري والمستمر لفرق الصيانة على جميع المحطات حرصا على ضمان الاحتفاظ بالكفاءات التشغيلية المطلوبة، أما في المناطق غير المخدومة بشبكات التصريف، فقد تم الرصد المسبق لمواقع التجمعات الرئيسة وتم تكليف مقاول التشغيل بعملية شفط المياه أولا بأول باستخدام المضخات وصهاريج المياه وفق خطة العمل المعدة مسبقا، كما تم تجهيز فرق عمل للقيام بمراقبة انسياب المياه إلى فتحات التصريف ورفع ما يسبب انسداده وتنظيف المصائد بشكل دوري في كافة الشوارع والأحياء والأنفاق. وبيّن الصفيان ان أمانة المنطقة الشرقية تنفذ حالياً عدداً من مشاريع تصريف الأمطار بمدينة الدمام حيث تم إنجاز 70% من مشروع تصريف الأمطار بأحياء الفيحاء والفيصلية والعدامة، كما تم انجاز 65% من مشروع تصريف الأمطار لأحياء المريكبات والريان والجامعيين، وفيما يخص توسعة وتنفيذ شبكات ووصلات مياه الأمطار بالدمام فالأمانة تعمل على تنفيذ خط طرد بكل من حي الخالدية والشاطئ، وتم مؤخرا البدء بتنفيذ مشروع لتصريف مياه الأمطار في أحياء النور والدكاترة والراكة الشمالية بتكلفة تبلغ 39.852.120 ريال ويتوقع أن يتم إنجاز المشروع خلال عام ونصف، كما تم انجاز 75% من مشروع تصريف الأمطار لمحور شارع الأمير نايف، وحي النورس وحي الصفا بالدمام، وكذلك شارع عثمان بن عفان وأحياء النخيل والخليج، وفيما يخص محافظة حفر الباطن قال الصفيان: شهدت محافظة حفر الباطن وستشهد عدداً كبيراً من مشاريع تصريف مياه الأمطار، وهناك مشاريع تتبعها لتغطي كافة المناطق خلال الفترة القادمة، وأمانة الشرقية تهتم بهذا الجانب خاصة في المناطق التي تكثر فيها الوديان والمصبات المائية بخطوط تصريف لمياه الأمطار في غالبية المناطق، ومضخات شفط وتصريف، أما المناطق غير المخدومة بشبكات تصريف مياه الأمطار سبق أن وجه معالي أمين المنطقة الشرقية كافة البلديات برصد أماكن تجمع هذه المياه، ووضع خطط طوارئ لها بحيث يقوم المقاول بشفط المياه عن طريق سيارات الشفط المخصصة لذلك. يذكر أن أمانة الشرقية نفذت مشاريع تصريف الأمطار بأكثر من 2.1 مليار ريال لتصريف مياه الأمطار، وتم تنفيذ مشاريع لتصريف الأمطار وتخفيض منسوب المياه الجوفية مما ساهم في تحقيق مستوى عال في تصريف مياه الأمطار، خلال السنوات الأخيرة. ومن جهة أخرى أوضح مدير عام المياه بالمنطقة الشرقية بالنيابة المهندس سراج بخرجي ان سد محافظة حفر الباطن يتم تنفيذه حاليا تحت إشراف إدارة المشروعات بوزارة المياه والكهرباء، وقد حقق نسبة انجاز تقارب 40% من مراحل العمل.