يعاني سكان حي طيبة (د) غرب مدينة الدمام من مشكلة أزلية تتمثل في وجود مياه تنبع من الأرض باستمرار، ما شكل بحيرات وتجمعات مياه مسببة لهم كثيراً من المشكلات الصحية والاجتماعية. وتتمثل المشكلة في تسرب مياه باستمرار من بيارات معدَّة بشكل مؤقت لمجمع مدارس حكومية للبنات (التاسعة والعشرون، ابتدائي/ متوسط)، بارتفاع حوالي مترين عن سطح الأرض، إضافة لتسربات جوفية مجهولة تنبع من الأرض باستمرار، مسببة مشكلات صحية جلدية لهم ولأطفالهم تتمثل في انتشار البعوض والحشرات المختلفة في منازلهم، إضافة إلى الروائح الكريهة، وتأثير هذه المياه مع طول المدة على أساسات بيوتهم، ما حدا بكثير من الملاك إلى بيع بيوتهم بخسارة، فيما فضل كثير من المستأجرين شدّ الرحال إلى أحياء أخرى. بعض الجيران قام بحلول مؤقتة تتمثل في سفلتة الموقع أمام المنزل على حسابه الخاص، بكلفة تتراوح بين 1200 إلى 1500 ريال، فيما يقوم بعضهم الآخر بردم الأراضي الفضاء التي توجد فيها هذه المياه الآسنة بشكل دوري أيضاً من كيسه الخاص، وآخرون اشتكوا من خدمات الشفط الروتينية التي تقوم بها الأمانة، حيث خصصت أربع سيارات كبيرة لكامل الحي ل»شفط» المياه، وتتطلب خدمتها التسجيل عند المتعهد منذ الصباح الباكر، مما يضطرهم لجلب سيارات «شفط» أهلية بكلفة مائتي ريال ل»الرد» الواحد. وفي كل مرة يراجع فيها الأهالي المشكلة مع الأمانة يجدون جواباً مختلفاً، فتارة يوجهون للتفاهم مع مصلحة المياه والصرف الصحي، فيما تحيلهم الأخيرة إلى بلدية غرب الدمام، ويخرجون منها بوعود لحل المشكلة مع الميزانيات القادمة. وتتلخص مطالب الأهالي في إيجاد حل جذري وفاعل للمشكلة، وبحثها من الأساس، إضافة إلى توفير سيارات رش دائمة، وردم تلك المستنقعات، ورفع منسوب الإسفلت لكامل الحي، وتعديل وضع البيارات الموجودة، ومعالجة مشكلة المواسير، وتوفير سيارات أكثر لشفط هذه المياه على الأقل حتى يبدأ الحل العملي لهذه المشكلة من الأساس. أمانة المنطقة الشرقية، وعلى لسان المتحدث الإعلامي محمد الصفيان، أشارت إلى أن حي طيبة يعدّ من أحياء الدمام المصنفة بارتفاع منسوب المياه تحت السطحية، والسبب في وجود المستنقعات هو أن حي النور من الأحياء غير المخدومة بشبكات الصرف الصحي بشكل كامل، بالإضافة إلى النمو العمراني المتزايد بإنشاء مبانٍ «سكنية استثمارية» متعددة الوحدات. وفيما يتعلق بالإجراءات المتخذة من قِبل البلدية، أشار الصفيان إلى إعداد برنامج سريع مؤقت للتغلب على ظاهرة المستنقعات في الحي، بحصر المستنقعات في حي طيبة، وإعداد برنامج عمل لتوجيه المعدات لردم تلك المواقع حسب المواقع الأكثر ضرراً. وقال الصفيان إن البلدية تقوم بصفة دورية برش المبيدات في الحي وتكثيفها على المستنقعات حسب خطة عمل المقاول بنسب لا تؤثر في الصحة والبيئة.