طالب وزير المياه والكهرباء المهندس عبدالله الحصين، سكان جدة بالتأسي بالنموذج الألماني في استهلاك المياه المحلاة، كاشفا أن معدل استهلاك الفرد في جدة يتجاوز الآن 300 لتر للفرد يوميا، وأن ذلك يعادل ضعف المعدل الأوروبي وثلاثة أضعاف المعدل الألماني، مشددا على أنه رغم التوسع الهائل في الإنتاج والتكلفة الباهظة، ما زالت الوزارة في لهاث مستمر لملاحقة الطلب على الماء بسبب الاستهلاك المنزلي الجائر، حيث ارتفع معدل الاستهلاك للفرد في مدينة جدة من 200 لتر للفرد يوميا في عام 1430 إلى أكثر من 300 لتر للفرد في بداية هذا العام، وهو ارتفاع ليس له ما يبرره ولا علاقة له البتة بتزايد أعداد السكان. وأضاف الحصين في تصريح أمس، بمناسبة افتتاح محطة التحلية الجديدة بمدينة جدة، أنه لو قمنا بالتأسي بالنموذج الألماني واستهلاك 150 لترا للفرد في اليوم، لما اضطررنا إلى بناء محطات جديدة لسنوات طويلة، وقال: إن تحقيق الهدف في متناول اليد ويمكن الوصول إليه بسهولة بالغة وبوسائل متاحة توفرها وزارة المياه والكهرباء من خلال التوزيع المجاني أو البيع بأسعار رمزية، ويمكن لأحد أطفال المنزل تركيبها وتحقيق الوفر في وقت قياسي. ولفت إلى أنه يضع يده في يد أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل، في الحملة الوطنية لترشيد المياه والتي ناشد فيها المسؤول والمواطن على حد سواء بأن يخاف الله في نعمة الماء، وأن يتقي الله في هذه النعمة التي بالفعل هي أغلى وأثمن من البترول والذهب، وقال الحصين: إن هذه الكلمات الصريحة والمباشرة تعكس استشعار الأمير لقيمة هذا المنتج الحيوي والمهم. وعن المحطة التي تم تدشينها في جدة، أوضح الحصين، أنها محطة تعمل بطريقة التناضح العكسي، بطاقة تبلغ 240 ألف متر مكعب يوميا، وتشكل طاقة إضافية مقدارها 20% للمحطات العاملة في جدة والشعيبة، التي خصص إنتاجها لسد احتياج مدينة جدة وليصل بذلك استهلاك جدة إلى أكثر من مليون و200 ألف متر مكعب يوميا، بحصة للفرد تتجاوز 300 لتر للفرد في اليوم. وأضاف أن المحطة تعتبر أكبر محطة للتناضح العكسي في العالم، وبلغت تكلفتها قرابة مليار ريال، وأنشئت في موقع محطة جدة (المرحلة الثانية)، التي أزيلت بعد تجاوزها العمر الافتراضي وعدم جدوى استمرارية تشغيلها إذ كان إنتاجها 40 ألف متر مكعب يوميا فقط، ومضى على تشغيلها أكثر من ثلاثين عاما، ولم تأتي هذه المحطة الجديدة لتعوض إنتاج محطة جدة (المرحلة الثانية) بزيادة قدرها 600% فحسب، بل أوجدت حلا للانبعاثات الغازية الملازمة لمحطات التحلية الحرارية، حيث تشغل هذه المحطة بالكهرباء، ولا توجد لها انبعاثات غازية مما سيكون له أثر في تحسين النواحي البيئية حول مجمع المحطات، خاصة وأن المجمع أصبح الآن يتوسط مدينة جدة. وعن مشروع خط الأنابيب الجديد، بين الوزير أن شركة المياه الوطنية أنشأته لنقل طاقة هذه المحطة إلى مجمع التوزيع في الفيصلية بطول 10 كيلومترات وبتكلفة بلغت 105 ملايين ريال.