أكد وزير المياه والكهرباء المهندس عبد الله الحصين أن مشروع تحلية جدة وخط الأنابيب الجديد الذي أطلقه الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكةالمكرمة مؤخراً سيحقق لأهالي محافظة جدة وزائريها الوفرة في المياه. وقال "الحصين": "المشروع يمثل نقلة نوعية في صناعة تحلية المياه ليس على مستوى المملكة فقط، بل على مستوى العالم أجمع".
وأضاف: "بدايات العمل مع تحلية المياه كانت قبل 88 عاماً، وتحديداً في عام 1346ه عندما أمر الملك عبد العزيز -رحمه الله- باستيراد التين لتحلية مياه البحر؛ بهدف إيجاد مصدر ثابت يعوّل عليه لسقيا سكان جدة، وتخفيف ما يجده الحجاج والمعتمرون من عنت في الحصول على الماء عند وصولهم إلى جدة في طريقهم إلى مكةالمكرمة والمدينة المنورة".
وأردف "الحصين": "بعد انطلاقة صناعة التحلية في مملكتنا الغالية توالت مشاريع محطات التحلية ليقفز الإنتاج من 300 متر مكعب من الماء يومياً ليصل إنتاج محطات التحلية من القطاعين العام والخاص إلى أكثر من 5000 متر مكعب من المياه المحلاة يومياً".
وأشار إلى أن المملكة تتبوَّأ مركز الصدارة عالمياً في هذا المجال بنسبة تقارب 20% من الإنتاج العالمي.
وأكد تدشين محطة "التناضح العكسي" في جدة بطاقة إنتاجية تبلغ 240 ألف متر مكعب يومياً، مشيراً إلى أنها تشكِّل طاقة إضافية مقدارها 20% للمحطات العاملة في جدة، والشعيبة، وخصِّص إنتاجها لسدِّ احتياج مدينة جدة.
ووصل استهلاك جدة إلى أكثر من مليون ومائتي ألف متر مكعب يومياً، بحيث تجاوزت حصة الفرد 300 لتر في اليوم.
وأوضح "الحصين" أن تلك المحطة تعد أكبر محطة "تناضح عكسي" على مستوى العالم، وبلغت تكلفتها قرابة مليار ريال.
وأفاد وزير المياه والكهرباء بأن المؤسسة اعتمدت في ميزانيتها لهذا العام إنشاء محطة تحلية جديدة بطاقة قدرها 600 ألف متر مكعب يومياً.
وقال: "نسعى لرفع طاقتها لتبلغ مليون متر مكعب يومياً لإشباع احتياجات مدن المنطقة الرئيسة وبعض محافظاتها ليصل إنتاج محطات المنطقة بحول الله وقوته إلى قرابة 3 ملايين متر مكعب يومياً".
وأضاف: "مع هذا التوسع الهائل في الإنتاج والتكلفة الباهظة ما زلنا نواصل المحاولات المستمرة لملاحقة الطلب على الماء؛ بسبب استهلاكنا المنزلي".
وأشار إلى ارتفاع معدل الاستهلاك للفرد في مدينة جدة من 200 لتر للفرد يومياً في عام 1430ه إلى أكثر من 300 لتر للفرد مع بداية هذا العام.
وقال "الحصين": "هذا ارتفاع ليس له ما يبرره ولا علاقة له البتة بتزايد أعداد السكان؛ إذ إن زيادة السكان تقابلها زيادة في الإنتاج، ويتجاوز معدل استهلاك الفرد في جدة الآن ضعف المعدل الأوروبي وثلاثة أضعاف المعدل الألماني، مع ما لديهم من تنوع في المصادر وانخفاض في التكاليف مقابل شُحِّها هنا وارتفاع تكلفتها".
وأضاف: "لو كنا نستهلك المعدل الأوروبي (أي قرابة 150 لتر للفرد يومياً وهو يعادل 100 قارورة من المياه المعبأة ذات الحجم الكبير) لكان لدينا ضِعف احتياجاتنا".
وأبدى محافظ التحلية الدكتور عبد الرحمن آل إبراهيم سعادته بأن المؤسسة -بصفتها مؤسسة معنية بدور حيوي ومهم تجاه الوطن والمواطنين- لا تدَّخر جهداً في أن تكون على قدر الثقة، وذلك من منطلق حرص ولاة الأمر على راحة المواطن والمقيم في هذه الأرض المباركة.
وقال: "كانت تحلية جدة الأولى على العالم حين حوّلِت الماءَ الأجاجَ إلى ماءٍ نميرٍ محلّى لذّة للشاربين، فحذت باقي المدن حذوها ومضت في ركبها".