تابعت الأسبوع الماضي على إحدى القنوات الفضائية تقريرا عن (انجيليا جولي) وأعمالها الخيرية في عدد من دول العالم وبناء المدارس في أفغانستان وكفالة أيتام بالإضافة إلى زياراتها مؤخرا مواقع اللاجئين في العراق والصومال ولبنان وسورية، مما جعلها تستحق لقب (سفيرة الأممالمتحدة للنوايا الحسنة). هذا اللقب لا يتعلق بديانة معينة أو شخص معين وإنما عمل إنساني يقدمه نخبة من المشاهير والفنانين، ولكونه لقبا لكن الهدف اختلف، فمشاهير وفنانين العرب استخدموا اللقب مجرد شهرة أمام الأضواء كتصوير لقطة عابرة في مكان ما مع أحد أبناء الأسر الفقيرة ربما كانت من ضمن مشاهد (مسلسل درامي) لكن أراد الفنان أن يصيد عصفورين بحجر واحد تمثيل المشهد ليكون أحد أدوار الكوميديا والفوز بلقب سفير النوايا الحسنة. أيضا آخرون من دول الخليج والعرب بشكل عام فازوا باللقب فلم نر منهم سوى لقطات تذكارية مع خلفية بانورامية ليلة الزفة باللقب وبعدها نتساءل: ماذا فعلوا بهذه الألقاب؟ ماذا قدموا تجاه المنصب الإنساني لأعمال الخير؟ الإجابة واضحة والدليل من الواقع. عادل إمام تشارك مع انجيليا جولي في اللقب نفسه. وبالرغم مما حققه كلاهما من ثروات إلا أن الإنجازات الإنسانية تختلف بشكل واضح. انجيليا كما ذكرت زارت اللاجئين في الدول العربية المنكوبة من أقصى دول العالم وهذا ما شاهدته في التقرير التلفزيوني رغم الأوضاع الأمنية المتعثرة. وعادل إمام لم يتبرع ولم يقدم أقل ما يستطيع تقديمه من زيارة للاجئين الليبيين على الحدود المصرية التي لا تبعد سوى ساعات من مقره. للأسف مناصب سفراء النوايا الحسنة لدى العرب ما هي إلا وسام لا قيمة له. لا أقلل من شأن سفراء هذا اللقب، فهم يلبسون الثياب الفاخرة ولكن ننتظر ما سيقدمونه كواقع ملموس ليسجل لهم التاريخ ويشهد لهم الواقع وأتمنى أن يبتعدوا عن الجانب الديكوري. لا حاجة لذكر أسماء سفراء العرب لكثرة من تميزوا بهذا اللقب كمجرد أسماء فقط، أيضا للتحفظ والاكتفاء بالتعميم لا التخصيص فللأسف كانوا مجرد عبء إضافي استفادوا منه في الترويج لأنفسهم ولأعمالهم الفنية ويعقدون اجتماعاتهم ولقاءاتهم دون مبالاة لما يقدمونه تجاه ما يستحقه اللقب.