جاء وصول فريقي الاتحاد والشباب إلى المباراة النهائية لكأس خادم الحرمين الشريفين مستحقاً عطفاً على ما قدماه من جهد ومستوى فني طوال مشوارهما في البطولة. هذا التميز سينعكس على مباراة اليوم، بداية بمخطط كل مدرب، ومروراً بتفاعل اللاعبين داخل الملعب، خصوصاً أن المباراة ستكون بلا فرص للتعويض، وسيكون الحذر سيد الموقف كما جرت العادة مع المباريات النهائية، إضافة لوجود كوكبة من اللاعبين سواء أصحاب الخبرة والتمرس في مثل هذه المباريات، أو من يمتلكون السرعة والمهارة على أرض الملعب. وتميل الخبرة والاستقرار لصالح الشباب، فيما تبدو الحيوية والسرعة والمهارة في مصلحة الاتحاد، وهذه المميزات لدى الجانبين تجعل الكفة متساوية قبل انطلاق صافرة البداية. الذهب ينصف من الصعب على لاعبي الشباب ومدربهم البلجيكي برودوم التفريط في آخر الفرص التي تتيح لهم ملامسة الذهب في موسم يعد جيداً للفريق "الأبيض"، استطاع فيه المنافسة على جميع البطولات التي شارك فيها، رغم ضياع لقب الموسم الماضي، حيث تأهل إلى الدور الثاني من دوري أبطال آسيا، وبقي ثالثاً في سلم ترتيب فرق دوري زين السعودي، وسيسعى بقوة للظفر بهذه البطولة، التي يرى أنه الأجدر بالاحتفاظ بها حينما حققها في مواسم سابقة وعلى حساب الاتحاد أيضاً. اتحاد جديد تسارعت خطوات فريق الاتحاد خلال هذه البطولة بعد الإطاحة بالهلال ثم الفتح، وهذه مؤشرات تدل أن ردة الفعل لدى لاعبيه ظلت قوية وحاضرة في الموعد، فالإحلال الذي طبقه بينات أتى بثماره في مناسبات عدة قبل مباراة اليوم. وحتماً سيتغير كثير من المعطيات نتيجة أهمية مباراة اليوم والحذر الذي يتوقع أن تسير عليه متى ما تأخر تسجيل الأهداف. ويعي بينات ولاعبوه أن منافسهم ليس سهلاً نتيجة قوته والانسجام والسلاسة التي يؤدي بها مبارياته. المطامع في الوسط يخطط مدربا الفريقين للاستحواذ على منطقة الوسط، أو كما تسمى منطقة المناورة، وهما يدركان أهمية هذه المنطقة في ترجيح كفة أحدهما على الآخر، وفي الاستحواذ على الكرة لأطول وقت، إضافة إلى أن السيطرة عليها تعني القدرة على تسيير المباراة بالطريقة التي تلائم قدرات لاعبي الفريق المسيطر. وحينما يكون الحديث عن لاعبين بإمكانات فرناندو وكماتشو وعطيف والدوسري من الشباب، وكريري وأمبابي وأبوسبعان والفريدي من الاتحاد، علينا أن نترقب "معركة" في هذه المنطقة المحدودة من ثمانية لاعبين، وحتماً ستكون الغلبة فيها لمن سيلعب بفورمه مثالية، وبتقارب بين لاعبي هذا الخط لأجل تضييق المساحة على المنافس، وضمان حرمانه من أي مساحة قد تستغل في ظل المهارة والخبرة لأبرز لاعبي هذه المنطقة. كيف يفوز "الليث"؟ حظوظ الشباب تظل معلقة بالانسجام الذي يميز الفريق عن منافسه، إضافة للحلول الفردية التي يتمتع بها كماتشو وفرناندو سواء بالتمرير المتقن، أو الكرات الثابتة التي تعد أهم الحلول لدى الشبابيين. ومن العوامل الرئيسة للفوز في مباراة اليوم تهدئة رتمها قدر المستطاع، خلاف ذلك سيكون الشباب قد دخل "مغامرة" حينما يجاري لاعبي الاتحاد بالسرعة والانتشار، خصوصاً أن لاعبيه يمرون بمرحلة إعياء جراء المباريات المتتالية في هذا الموسم، ووجود بعض الإصابات العضلية لأكثر من لاعب. ويتطلب الوضع الراهن التركيز على اقتناص أخطاء مدافعي الاتحاد، سواء في ضعف الرقابة أو في التمركز غير السليم أمام منطقة الجزاء. ومن العوامل الجيدة للفريق الشبابي الضغط على لاعبي الوسط والدفاع في الفريق الاتحادي، شرط أن يكون على فترات، حفاظاً على مخزونهم اللياقي. ومن العوامل القوية لتسجيل الشباب الأخطاء القريبة من مرمى الاتحاد في ظل إجادة كماتشو التصويب بدقة من هذه المسافات، خصوصاً أن الحراسة الاتحادية حديثة عهد بمثل هذه المباريات. كيف يفوز "العميد"؟ من العوامل المساعدة لفريق الاتحاد في مباراة اليوم المخزون اللياقي المثالي لدى لاعبيه مع هذه الفترة الصعبة مع نهاية الموسم الرياضي، عكس لاعبي الشباب الذين بذلوا جهداً كبيراً طوال الموسم، كانت ضريبته الإصابات المتلاحقة لأهم لاعبيه، وهذا الأمر يتطلب مجازفة من لاعبي الاتحاد بأن يسّرعوا رتم المباراة بقدر المستطاع، شريطة أن يكون عمق الدفاع والوسط حاضري التركيز والتفاعل. هذه الميزة متى نالها لاعبو الاتحاد فإن الاستحواذ والسيطرة ستتحول لهم بمجرد مرور منتصف الشوط الثاني. ومن العوامل المساعدة للتسجيل في الاتحاد تميز لاعبيه مع الكرات الرأسية بتواجد أصحاب البنية الجسمانية المثالية، المولد وهزازي وأمبابي وكريري خلال الكرات الثابتة، ومن العوامل أيضاً استغلال المولد والغامدي وعبدالفتاح لأي مساحة قريبة من منطقة جزاء المنافس، ومن العوامل أيضاً التصويب القوي من أسامة المولد للأخطاء القريبة من منطقة جزاء الشباب.