ستختلف الحسابات كثيرا بالنسبة للمدربين: التشيكي ياروليم، والإسباني كانيدا، خلال قيادتهما لفريقيهما الأهلي والاتحاد اليوم، حتى وإن اتفقا على هدف واحد هو بحثهما بقوة عن تحقيق الفوز لتحقيق عدة نقاط إيجابية ربما تكون بمنزلة نقطة تحول في مشوار الفائز منهما. ويعد الأهلي الأكثر جاهزية لمثل هذه المواجهات بفضل الانسجام والاستقرار، اللذين يعيشهما، عكس منافسة الاتحاد الذي يمر بمرحلة غير مثالية، فقد معها الفريق بريقه وتوازنه، وأصبح مهددا بخسارة أي مباراة بعد أن ضاع استقراره وانسجامه جراء التغييرات الكبيرة التي يحدثها مدربه من مباراة إلى أخرى، سواء عن قناعة فنية أو لظروف حتمت عليه إشراك لاعبين على حساب آخرين. الاتحاد وفائدة "التوقف" يعد الاتحاد أحد الفرق المستفيدة من مدة التوقف التي شهدها الدوري، مما جعل الإسباني كانيدا يبحث عن تجهيز لاعبيه البعيدين عن المنتخب، حينما لعب مباراتين وديتين أمام الربيع ونجران، بقصد منح الفريق جرعة انسجام وإعادته إلى أجواء التنافس أكثر قوة وأكثر جاهزية، بالذات وهو يعلم أن أولى المواجهات ستكون أمام المنافس التقليدي الأهلي كمباراة من العيار الثقيل، لا بد أن يكون التحضير البدني والنفسي لها في أفضل حالاته، وهو ما سعى له خلال المباراتين الوديتين والتدريبات التي سبقت هذه المباراة المهمة. الأهلي بسلاح "الثقة" على العكس تماما عن أوضاع الاتحاد، فإن الأهلي قبل مدة التوقف عاش وضعية مثالية بفضل حالة الانسجام، وتكامل الأدوار ميدانيا والثقة التي تسربت للاعبين، إضافة لوجود عدد من البدلاء الجيدين، الذين ساهموا أثناء مشاركتهم في زيادة الفاعلية، وهو ما منح ياروليم ارتياحا أكبر حفزه في مناسبات مختلفة لإشراك لاعبين صاعدين في توقيت مناسب، أزاح الكثير من مخاوف الدفع بهم مع الفريق الأول، هذا الأمر الإيجابي سيكون أحد العوامل التي سيراهن عليها ياروليم الليلة. نقاط القوة الاتحادية سيعتمد الاتحاد ومدربه كانيدا على عدد من النقاط التي تميزه، وهي استغلال سرعة مهاجمه الدولي فهد المولد في الكرات المرتدة، استثمار الكرات العرضية عبر نايف هزازي الذي يجيد الارتقاء والضربات الرأسية والتعامل مع الكرات الهوائية، وكذلك من خلال كريري وأمبابي والمنتشري، توغلات نور التي تشكل عنصر مفاجأة للمدافعين ودقة التمرير من الفريدي حال مشاركته. نقاط القوة في الأهلي يتمتع الأهلي أيضا بنقاط تجعله مميزا في مقدمتها الانسجام والتفاهم بين خطوط الفريق، تنويع بناء الهجمات بشكل مستمر، استثمار مشاغبات الحوسني للمدافعين، مما يمنح زملاءه مساحة وحرية، التصويب من خارج منطقة الجزاء من تيسير وفيكتور وبصاص والتوغل المفاجئ باستمرار من قبل تيسير الجاسم. نقاط ضعف مشتركة يشترك الأهلي والاتحاد في بعض نقاط الضعف، إلا أن سوء التمركز الدفاعي من قبل مدافعي الفريقين يبدو نقطة الضعف الأكثر وضوحا وقلقا لمدربي الفريقين، لذلك قد يفاجئ كانيدا الأهلي براشد الرهيب في خانة الظهير الأيسر، خاصة وأن هذا الخط لم يستقر على أسماء محددة طوال مباريات الفريق. وفي الأهلي يظل التمركز الخاطئ أيضا نقطة ضعف في التشكيل المثالي هجوميا وفي وسط الميدان، مما دفع ياروليم إلى الاستعانة بقلب الدفاع عقيل بالغيث لسد ثغرة الظهير الأيمن. "ديربي" يقلص ولا يلغي يشكل التحضير الذهني للمباراة نسبة كبيرة من اهتمام مدربي الفريقين، ما دفعهما لمحاولة البحث والتقصي عن عوامل قد تساهم في رفع مستوى التركيز لدرجة مثالية بين لاعبيهما، خاصة وهم يعرفون مسبقا أن كرة القدم قد تشهد متغيرات نتيجة تفوق طرف على آخر بالتحضير المثالي للاعبين قبل الدخول في أجواء المباراة، فأهمية هذا العنصر وفي مثل هذه المباريات يظل مطلوبا بقوة احتمالية تفوق الفريق المناسب من خلال تكامل لاعبيه، ووجود لاعبين احتياط يعملون فارقا خلال مشاركاتهم، لكن ما يلفت بالفعل أن مباراة الفريقين خلال السنوات الماضية، منحت الأفضل فنيا، نتيجة الفوز وظل دور الروح القتالية محصورا في تخفيف المعاناة.