تحلق شركة أرامكو السعودية في سماء النجاحات، حيث لا يكاد يطوي عاما صفحته، إلا وتسجل به عددا لا يحصى من الإنجازات، التي أهلها لأن تكون أكبر شركة نفط عالمية على مدار أكثر من عقد من الزمان. وتتجسد نجاحات أرامكو السعودية في القدرة الفائقة على إدارة أكبر احتياطات الزيت الخام في العالم وتصدر النسبة الأكبر من البترول وتؤدي دورها الرئيس في إنتاج الغاز الطبيعي والتكرير والبتروكيميائيات، وتستمد الشركة قوتها ومكانتها من موثوقيتها وقدرتها على توفير الإمدادات وتعزيز أمن الطاقة العالمي، واستقرار السوق من خلال زيادة إنتاج الزيت لتعويض انقطاع الإمدادات من الموردين الرئيسيين الآخرين. وشهدت الشركة خلال العامين الماضيين، أكبر إجمالي إنتاج للزيت الخام على مدى الأعوام الثلاثين الماضية، كما تستمد قوتها من مصدر آخر بعيد عن الأنظار وهو قدرتها على إحداث التغيير، إذ إنها خلال السنوات الثمانين الماضية لم تقتصر مساعدة الشركة على اكتشاف الموارد الطبيعية لتوفير الطاقة للعملاء في جميع أنحاء العالم وحسب، بل أسهمت أيضا في بناء الاقتصاد الوطني والاستثمار في البنية الأساسية، وتطوير قوى عاملة قادرة على المنافسة وتوفير الفرص لحياة أفضل. ويرى مختصون أن أعمال أرامكو شهدت تطورا جذريا ونموا في أعمالها خلال السنوات العشر الماضية وتحولت من شركة تركز على التنقيب عن الزيت وإنتاجه إلى شركة بترول متكاملة تطلع بجميع الأعمال في صناعة الزيت والغاز بدءا من عمليات التنقيب والإنتاج حتى عمليات المعالجة والنقل والتكرير والتسويق، وتحرص باستمرار على تنمية الاحتياطيات البترولية الهائلة الموجودة في السعودية التى تضم أكثر من 80 حقل زيت وغاز وتستخدم أحدث أساليب التقنية، وتشارك في تطويرها وابتكارها من خلال مراكز الأبحاث والتنقيب وهندسة البترول التابعة لها، حيث تحظى الشركة بموقع عالمي رائد ومميزات خاصة في عدد من المجالات الفنية مثل محاكاة المكامن ونقليات خطوط، كما تمتلك الشركة أيضا أحد أكبر وأحدث أساطيل ناقلات النفط العملاقة في العالم وشبكة من مراكز التسويق والمشروعات المشتركة الدولية مع شركات بترول عالمية داخل المملكة وفي قارات العالم المختلفة. ويضيف المختصون أن أرامكو السعودية وهي الشركة النفطية الأكبر على مستوى العالم استطاعت أن تلعب دورا أساسيا وحيويا على الساحة الاقتصادية العالمية، وزادت إنتاجها لتلبية الطلب والمحافظة على الاستقرار في أسواق الزيت العالمية، وحقق ذلك انعكاسا للمتانة الرائدة التي تتبوؤها السعودية في صناعة الزيت العالمي إلى جانب قيامها بدور فعال في المساهمة والوفاء في احتياجات البلاد من هذه الثروة الثمينة. ويشير المختصون إلى أن إنتاج السعودية يأتي من الزيت الخام والغاز الطبيعي من جميع المناطق التي تقع ضمن حدودها الدولية ذات التكوينات الصخرية الرسوبية، إضافة إلى المناطق المغمورة بمياه البحر، التابعة لها في الخليج العربي والبحر الأحمر، ويأتي معظم ذلك الإنتاج من حقول تقع على الساحل الشرقي للمملكة، في منطقة تمتد حوالي 300 كيلومتر شمال وجنوب مدينة الظهران، وهي منطقة تشمل الحقول التي تقع على اليابسة، والتي تمتد إلى داخل المملكة بنحو160 كيلومترا، والحقول في المنطقة المغمورة من الخليج العربي. وعلاوة على ذلك، فقد بدأ الإنتاج من حقول جديدة مهمة اكتشفت في المنطقة الوسطى من شبه الجزيرة العربية، وبالتحديد جنوب مدينة الرياض، في 1994، وهذه المنطقة ذات الاكتشافات الحديثة تنتج الزيت العربي الممتاز وهو أجود منتجات العالم من الزيت وأعلاها قيمة. وتواصل الشركة جهودها للحفاظ على طاقة إنتاجية قصوى تبلغ 12 مليون برميل في اليوم، بجانب الاستمرار في استغلال طاقتها الإنتاجية الفائضة لضمان إمكانية حصول المستهلكين في جميع أنحاء العالم على إمدادات مستقرة وبأسعار مناسبة، وتساهم الاحتياطيات الثابتة المعروفة من الغاز والبالغة 234.5 تريليون قدم مكعبة قياسية في وضع الشركة في المرتبة الرابعة من حيث الاحتياطيات العالمية من هذه الطاقة الهيدروكربونية التي تتعاظم أهميتها بصورة مطردة. دخلت شركة أرامكو السعودية مرحلة التكامل الحقيقي في الصناعة البترولية السعودية على المستويين المحلي والعالمي، وحققت ولسنوات عدة المرتبة الأولى في تصنيف أكبر الشركات البترولية في العالم، استنادا إلى ستة معايير من بينها حجم الاحتياطات من الزيت والغاز، كمية الإنتاج، طاقة المصافي، حجم مبيعات المنتجات البترولية وغيرها. دخلت أرامكو السعودية في مشروعات مشتركة ذات جدوى اقتصادية جيدة لتكرير البترول وتوزيع منتجاته في الدول المستهلكة الرئيسة ويتم حاليا تكرير أكثر من 15 في المائة من الصادرات البترولية السعودية في مشروعات مشتركة خارجيا. وما برحت أرامكو تبرهن على التزامها بتلبية الطلب في المستقبل وتعهدها بتنفيذ برنامج رأسمالي لأعمال التكرير والتسويق والتوزيع من خلال استثماراتها في الشركات التابعة والمنتسبة إليها وفي المشاريع المشتركة داخل المملكة وخارجها، حيث أنشأت أرامكو شركة لتجارة المنتجات وهي شركة تابعة ومملوكة لها بالكامل، تحت مسمى شركة أرامكو السعودية لتجارة المنتجات البترولية (أرامكو للتجارة)، كما تسعى الشركة إلى رفع اندماج أعمال التكرير والتوزيع والتسويق إلى الحد الأقصى، وإلى توليد القيمة من خلال الاستفادة من شبكتها العالمية المتنامية.