تلعب السعودية دورا رئيسيا في إمداد الأسواق العالمية بالنفط وتعد مصدرا موثوقا، الأمر الذي انعكس على عوائدها السنوية الضخمة، نتيجة اعتماد العالم على النفط كمصدر أساس للطاقة على مدى عقود طويلة ومحافظة هذه السلعة الحيوية على مستويات أسعار مرتفعة. وسجلت السعودية لنفسها هذه المكانة من خلال الاحتياطات الضخمة، إلى جانب الاستثمار المستمر في صناعة البترول والغاز. وعلى الرغم من الاضطرابات التي تعيشها بعض البلدان المصدرة للنفط في الشرق الأوسط، والتغييرات الداخلية التي حدثت داخل صناعة البترول في ظل زيادة الإنتاج المحلي في الولاياتالمتحدة وكندا، وسعي البرازيل إلى استخراج احتياطاتها الكبيرة من البترول في المناطق المغمورة، إلى جانب سعي دول مثل العراق وليبيا إلى زيادة الإنتاج، إلا إن السعودية بقيت ملتزمة بأداء دورها على الصعيد الدولي، وواصلت القيام بهذا الدور من خلال توفير الطاقة المطلوبة لدعم الازدهار في العالم. وتدير شركة النفط الحكومية "أرامكو السعودية" أكبر احتياطات النفط في العالم وتقدر بنحو 259 مليار قدم مكعب، وقد بلغ إنتاجها الخام في العام ما قبل الماضي نحو 9.1 ملايين برميل يوميا، وتملك أكبر مصفاة في العالم بقدرة تكريرية تفوق أربعة ملايين برميل يوميا. ووفقا لتقارير رسمية، فإن أرامكو السعودية واصلت نجاحاتها بإدارة أكبر احتياطات الزيت الخام في العالم وتصدر النسبة الأكبر من البترول وتؤدي دورها الرئيس في إنتاج الغاز الطبيعي والتكرير والبتروكيميائيات وتستمد الشركة قوتها ومكانتها من موثوقيتها وقدرتها على توفير الإمدادات وتعزيز أمن الطاقة العالمي واستقرار السوق من خلال زيادة إنتاج الزيت لتعويض انقطاع الإمدادات من الموردين الرئيسيين الآخرين. وشهدت الشركة في 2011 أكبر إجمالي إنتاج للزيت الخام على مدى الأعوام الثلاثين الماضية، كما تستمد قوتها من مصدر آخر بعيد عن الأنظار وهو قدرتها على إحداث التغيير فخلال السنوات الثماني والسبعين الماضية، لم تقتصر مساعدة الشركة على اكتشاف الموارد الطبيعية لتوفير الطاقة للعملاء في جميع أنحاء العالم وحسب بل أسهمت أيضا في بناء الاقتصاد الوطني والاستثمار في البنية الأساسية، وتطوير قوى عاملة قادرة على المنافسة وتوفير الفرص لحياة أفضل. وتحقيقا لهدف أرامكو الاستراتيجي 2020 أطلقت الشركة في 2011 ثلاث مبادرات في مجالات العمل الأساس، أعمال التنقيب والإنتاج وأعمال التكرير والتسويق والتوزيع وتطوير الموظفين. واستمرارا للتميز الذي تحققه الشركة من خلال مسيرتها الحافلة، فقد حققت الشركة إنجازات ملموسة مثل توسيع المرافق، الاستثمارات المهمة وتطويرها في مجال التكرير والتسويق والتوزيع وزيادة التوظيف بنسبة كبيرة. التنقيب والإنتاج في أعمال التنقيب والإنتاج تواصل الشركة قيادة هذه الصناعة على مستوى الإنتاج وموثوقية التشغيل وتطوير التقنية، حيث أحرزت تقدما كبيرا في مشروعين تطويريين في المنطقة المغمورة: حقل منيفة الذي يعد خامس أكبر حقل نفط في العالم وحقل كران وهو أول حقل للغاز غير المرافق في المنطقة المغمورة في المملكة. كما أحرزت الشركة تقدما في معمل الغاز في واسط الذي سيصبح أحد أكبر المعامل المتكاملة التي أنشاتها أرامكو السعودية في تاريخها، بالإضافة إلى ذلك بدأت الشركة في حفر أول بئر استكشافية في المياه الضحلة في البحر الأحمر وبفضل مرافق البحث والتطوير العالمية التي تمتلكها الشركة، حققت المزيد من التقدم والارتقاء بقدرتها على التنقيب وزياد استخلاص موارد المملكة إلى الحد الأقصى لا سيما في البيئات الصعبة والمعقدة. كما أنشأت أرامكو مشاريع تجريبية باستخدام تقنيات حديثه لاستخلاص الغاز غير التقليدي لما في ذلك غاز المناطق قليلة النفاذية والمسامية والغاز الصخري، وتركز أرامكو جهودها على سرعة التشغيل من خلال تعزيز العمل الجماعي ضمن ثقافتها التنظيمية، حيث شكلت فرق متعددة التخصص تعني بأصول التنقيب والإنتاج والتوزيع متخطية الحدود التنظيمية التقليدية للمساعدة في حل المشكلات ومواكبة تكاليف الإنتاج دون المساس للسلامة والبيئة وكفاءة المكامن وقابلة الاستخلاص منها. التكرير والتسويق واصلت الشركة في توسعة طاقتها التكريرية العالمية ودمج مرافق التكرير والكيميائيات وهي ماضية قدما نحو تطوير أعمالها الكيميائية في بترو رابغ وفي مشروعه صدارة والذي سيكون أكبر مرفق لبتروكيميائات يقام دفعة واحدة ومن ناحية أخرى فإن المشروع المشترك مع توتال (ساتورب) وصل إلى مراحل متقدمة في بناء واحدة من المصافي الأكثر تطورا بالعالم إضافة إلى ذلك فإن مشروع (موتيفا) قد شارف على الانتهاء من توسعة مصفاة بورتارثر في تكساس لتصبح أكبر مصفاه في الولاياتالمتحدة كما نجحت أرامكو والشركات التابعة لها في تحسين شبكة النقل والإمداد، بما يضمن توصيل منتجات الشركة بأمان وموثوقية لعملائها في أنحاء العالم. وبدأت شركة مصفاة أرامكو السعودية موبيل المحدودوة (سامرف) بناء مشروع الوقود النظيف الذي يتوقع أن يقلل من مستويات الكبريت في البنزين بنسبة تزيد على 98% خلال العام الجاري، وفي الديزل بحلول 2016. وأسهمت الشركات الجديدة التي شاركت أرامكو في تأسيسها في فتح فرص وظيفية للشباب السعودي المؤهل، حيث عينت شركة أرامكو السعودية توتال للتكرير والبتروكيماويات (ساتورب) 729 موظفا ولديها 350 متدرجا قبل بدء أعمالها بسنة، فيما وفرت الشركة 600 وظيفة للسعوديين في مشروع صدارة المشترك للكيمائيات قبل نهاية 2011. أعمال الزيت والغاز ركزت أرامكو السعودية على تطوير حقل منيفة وهو حقل مغمور عملاق في الخليج العربي وخامس أكبر حقل نفطي في العالم، وحققت الشركة العديد من الإنجازات في مجال التنقيب والإنتاج وأعمال الزيت، حيث أنجزت الشركة أعمال التنقيب والتطوير في 161 بئرا للزيت خلال 2011، كما أنتجت خلال نفس العام ما يفوق على 9.1 ملايين برميل كمتوسط يومي من الزيت الخام، كما فازت مرافق في الإنتاج في شيبة بجائزة دول مجلس التعاون الخليجي للتميز في المحافظة على البيئة، باعتبارها أفضل مؤسسة صناعية تتقيد بالمعايير والأنظمة البيئية، إضافة إلى تبني تقنية الخفض الهيدروكربونية إلى الصفر كممارسة قياسية على جميع الآبار على اليابسة، كما حققت الشركة إنجازا بإنهائها استكشاف وتطوير 103 آبار، كما بلغ إنتاج الغاز الخام ذروته في نفس العام بإنتاج 11.2 بليون قدم مكعبة قياسية وهو أعلى معدلات إنتاج غاز للشركة على الإطلاق، إلى جانب الانتهاء من أعمال حقل كران كأول حقول المملكة من الغاز في مياه الخليج العربي. النقل والتوزيع وما برحت أرامكو تبرهن على التزامها بتلبية الطلب في المستقبل وتعهدها بتنفيذ برنامج راسمالي لأعمال التكرير والتسويق والتوزيع من خلال استثماراتها في الشركات التابعة والمنتسبة إليها وفي المشاريع المشتركة داخل المملكة وخارجها، حيث أنشات أرامكو شركة لتجارة المنتجات وهي شركة تابعة ومملوكة لها بالكامل، تحت مسمى شركة أرامكو السعودية لتجارة المنتجات البترولية (أرامكو للتجارة)، كما تسعى الشركة إلى رفع اندماج أعمال التكرير والتوزيع والتسويق إلى الحد الأقصى، وإلى توليد القيمة من خلال الاستفادة من شبكتها العالمية المتنامية، ومن المقرر أن تقوم الشركة الجديدة التي تتخذ من الظهران مقرا لها ببيع وشراء النفتا والبنزين والديزل ووقود الطائرات والمشتقات الثقيلة علاوة على المنتجات البتروكيمائية الأساس دعما لتوسيع محفظة أرامكو السعودية والاستثمارية سواء في مجال التكرير أو التسويق داخل وخارج المملكة. وفتحت السعودية نافذة لتواجد نفطها بالقرب من أسواق شرق آسيا المتعطشة للنفط من خلال الخزن الاستراتيجي في جزيرة أوكيناوا في جنوباليابان، حيث أرسلت أول شحنة من الزيت الخام للتخزين في مرفق أوكيناوا الياباني الجديد وفتح أسواق جديدة في الساحل الغربي للولايات المتحدة وشمال آسيا.