تطورت إشكالية الإسلاموفوبيا - الخوف من الإسلام- التي انتشرت في القارة الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية وإن كانت الأولى هي الأكثر ظهورا وأضحت القضية مثار "تصعيد عالمي" من جانب المنظمات الدولية ك"منظمة التعاون الإسلامي" التي تضم في عضويتها 57 دولة مسلمة، التي حذرت في اجتماعاتها التي عقدت من أجل ذلك، وفي تقاريرها السنوية المتابعة للظاهرة، من اتساع رقعة "الإسلاموفوبيا"، والتي أضحت تستخدم في الدعاية السياسية من قبل الأحزاب اليمينية المتطرفة في الغرب، لجلب أصوات الناخبين في الانتخابات التشريعية البرلمانية أو السباق لسدة الرئاسة. الجديد الذي طرأ في مكافحة هذه الظاهرة، هو الخروج من المشاريع الرسمية البيروقراطية إلى مربع "الاهتمام الشعبي" من قبل المجتمع الإسلامي الأوروبي، الذي وجد نفسه منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 في مرمى الاتهام ب"الإرهاب المصطنع". وهنا ظهر "ستايل إسلام" وهو مشروع انطلق بشكل مؤسسي في 2008، من قبل شاب ألماني مسلم يدعى "مليح كيسمان"، بعد معاناة من التمييز الديني، ويشير موقع "قنطرة الإلكتروني" في تحليل مترجم للكاتبة "لاورا" أوفرماير، إلى أنه كان لدى "كيسمان" انطباع بأنه يجب عليه اتخاذ موقف ما حيال موجة العنصرية التي يتعرض لها المسلمون، وبدأت شرارة الفكرة لديه في 2005، حينما كان في زيارة مع زوجته إلى عاصمة الضباب "لندن"، بطباعة عبارة على قميصه (التيشيرت)، تعبر عن حبه للنبي محمد، صلى الله عليه وسلم، وتمثل تلك الفترة بؤرة التشدد تجاه كل ما هو إسلامي وبروز كثير من قضايا "الكراهية" للإسلام، إما رسومات ساخرة أو مقالات تحريضية أو غيرها. وتقول أوفرماير: "وفجأة صار الناس يقبلون عليه وكانوا يسألونه عن هذا التيشيرت، عن معناه وعن رسالته، وصاروا يتحدثون معه وجها لوجه في الشوارع والمقاهي ومحطات قطارات الأنفاق، وشجع ذلك المسلمين ممن حوله بارتداء هذا التيشيرت". ومن طباعة تلك العبارة تحولت فكرة "كيسمان" إلى تأسيس مشروع "ستايل إسلام" الذي أخذ يتسع ويتبلور في 2013، بعد أن بدأ إلكترونيا، واتسع إلى فتح أسواق ليس فقط في ألمانيا، بل وصل إلى أسواق عربية وخليجية مهمة. ويقول الداعية الإسلامي في ألمانيا عبدالصمد أشكار من أصول تركية هاجر إلى برلين منذ يناير1990 : "إن فكرة ستايل إسلام فكرة ناهضت الإسلاموفوبيا عن طريق الموضة، التي هي عامل مهم في الحياة الأوروبية". ويضيف أشكار في حديث خاص إلى "الوطن": "إن الفكرة حملت جوانب إيجابية كثيرة، وإنها جلبت اهتمام الألمان والأوروبيين غير المسلمين، لزيارة متاجر ستايل إسلام". ويرى "أشكار" أن الطرق الجديدة التي بدأها كيسمان قبل سنوات أثبتت ثمارها الآن. وانتقد بشكل غير مباشر الأدوات التقليدية التي تقوم بها المؤسسات الرسمية والسياسية، لمعالجة ظاهرة "الإسلاموفوبيا"، واصفا نجاح فكرة "ستايل إسلام" بأنها قامت على فهم عقلية الشارع الغربي، بشكل عام والألمان على وجه الخصوص، ونوهت المواقع الإلكترونية العربية والإنجليزية بالتجربة التي تحولت إلى ما يشبه "خط الدفاع الأول" لمواجهة التمييز الديني ضد كل ما هو إسلامي.