تعقيبا على مقال الدكتور علي الموسى المنشور في (الوطن) بالعدد 4584 الصادر بتاريخ 18-4-2013 تحت عنوان (أرامكو.. من القصص)، وتزامنا مع بداية الإنتاج في حقل منيفة قبل موعده المحدد بثلاثة أشهر والتي تعتبر نقلة نوعية في تاريخ أرامكو. استعاد الدكتور علي الموسى ذكريات الماضي وأنا أعيش نفس الذكريات من قلب الحدث في حقل (منيفة) مع مهندسين من أرامكو جمعتنا بهم المحبة والأخوة خلال تنفيذ المشروع رغم طبيعة عملي كمتعاقد والذي أشبه ب(فصل المشاغبين) الذي درس فيه الدكتور، إلا أنني خلال العمل في المشروع صقلتني الخبرة مع مهندسين أكفاء أثبتوا أن أرامكو ليست مجرد مصانع نفط وغاز، وإنما مصانع الرجال الأكفاء الذين تولى لهم المهام الكبرى في قيادة مشاريع واقتصاد العالم، ليست المملكة فحسب، بل الدول الأخرى في مصافها. من خلال جولة سريعة على قصص من أرامكو مضى عليها عقود من الزمن لرجال أعمال كانت بداياتهم مع أرامكو موظفين كانوا يعملون تحت أشعة الشمس الحارقة بين أنابيب النفط في الصحراء حتى دخل هؤلاء عالم المال والأعمال. أما أنا اليوم فسأحكي للمستقبل قصة المهندس المثالي الذي طالما ظل صامدا في مواجهة تحديات المستقبل ليكون مثالاً ناجحا في العمل وتولي المهام الصعبة حتى بداية التشغيل مع أول قطرة (زيت) تدخل مشروع منيفة ليعمل ليل نهار وينسى المجتمع من حوله لإحساسه بالمسؤولية ويعطي نبذة عن مثالية أرامكو في اختيار مهندسيها ليكون الرجل المناسب في المكان المناسب. أتذكر كلمة يرددها صديقي مهندس أرامكو كلما اجتمعنا مع الأصدقاء خارج العمل فكان يقول (نحن في منيفة نبني أجيال) وفي الطرف الآخر يرد عليه أحد الزملاء من داخل السور بالظهران (عملتم فسهرتم فأمنتم فنمتم). فعلا العمل مع أرامكو مراحل يتخللها السهر والإنجاز والأمن والأمان لأجيال المستقبل ومواكبة الحضارات. أعترف بأن مقالي هذا أول مقال عن أرامكو السعودية ولستُ من أبنائها، لكن لا أنكر جميلها، وإنما أردت أن نستنسخ تجربتها ورجالها الأكفاء في القطاعات الأخرى، لأنها مثال ناجح في البناء والتطوير. ها نحن اليوم ومع فرحة عامرة في البدء بالإنتاج بحقل (منيفة) شركاء في النجاح، ويدا واحدة، خطوة بخطوة، فكما اشتركنا في اللقاء مع بداية المشروع ها نحن نشترك اليوم في الوداع مع قصة جديدة وولادة مشروع جديد.