تناقلت وسائل الإعلام والصحف المحلية خلال الفترة الماضية قضية تفجير ماراثون بوسطن التي أثارت الذعر في قلوب المبتعثين، فكانت المصادر الإعلامية تنقل الأخبار من الإعلام الأميركي مما أثار جدلا في المتهمين كونهم سعوديين أم من جنسيات أخرى. لا أريد الإسهاب في قضية بوسطن والمتهمين؛ لأنها ليست شغلي الشاغل فقد تحدث الإعلام بما يكفي لكن في مقالي هذا سأكتب لمحة بسيطة عن المبتعثين السعوديين الذين هم سفراء المملكة في أميركا وغيرها من دول العالم. كل مبتعث هو سفير وممثل لبلده ولكن ليس كاهتمام السفير بالعلاقات الدبلوماسية، بل بالعلاقات الاجتماعية التي تسهم في تشكيل صورة الفرد السعودي. قرأت عدة أخبار من مبتعثين حققوا إنجازات خلال أنشطة اجتماعية آخرها إنشاء موقع إلكتروني لخدمة طلبة الابتعاث الخارجي، ومبتعث سعودي آخر يؤسس موقعا إلكترونيا لاختراعات أبناء المملكة، بالإضافة إلى الإبداعات التي لا حصر لها. قرأت لأحد الكاتب يقول: إن العالم أرسطو يسافر إلى (أثينا) ليلتحق بمعهد أفلاطون، وكان أفلاطون يجمع حوله مجموعة من الرجال المتفوقين في مختلف المجالات العلمية من طب وبيولوجيا ورياضيات وفلك ولم يكن يجمع بينهم رابط عقائدي سوى رغبتهم في إثراء المعارف الإنسانية، مهما اختلفت الديانات والجنسيات فالهدف واحد في طلب العلم. الابتعاث ليس بجديد عهد في عصرنا الحالي وإنما كان منذ العصور القديمة. قصص يرويها لي صديقي الذي كان مبتعثا سابقا في جامعة كولورادو بأميركا عن حياته وتجاربه خلال فترة ابتعاثه، كانت كلها قصصا اجتماعية بغض النظر عن كونها علمية، استفاد منها في اندماج ثقافته العربية بالثقافات الأخرى، كان يحكي لي كثيرا عن ثقافة المجتمع الأميركي وقوانين البلد واختلافها من ولاية إلى ولاية أخرى، وبينما هو منطلق في كلامه استدرجته في الكلام حتى حكى لي قصة مخالفته على دراجته متجاوزا السرعة القانونية وهو لا يعلم أن المخالفات تشمل حتى قائدي الدراجات وكانت المرة الأولى له في أميركا، وانطبق عليه المثل (كل دقة بتعليمة) بعدها عرف الأنظمة والقوانين، فليس من العيب أن تخالف وأنت لا تعلم لكن العيب أن تخالف وأنت تعلم. في أميركا أو غيرها من الدول يبقى القانون سيد الموقف ونادرا ما يتعدى رجل أمن أو غيره على أحد وإذا حدث ذلك فللمتضرر كل الحق في رد اعتباره بالقانون أيضا. عزيزي المبتعث والمبتعثة ستعودون بإذن الله لوطنكم تحملون رسالتكم العلمية والتميز في مجالات أخرى وبصفات شخصية أكثر جاذبية. هذا التميز الإيجابي سوف يكون دون أدنى شك مفتاحا له كثير من الأبواب والفرص.