قتل خمسون شخصا على الأقل غالبيتهم من المدنيين على يد القوات النظامية السورية ومسلحين موالين لها في قرية سنية قريبة من مدينة بانياس الساحلية، فيما اتهمت المعارضة نظام الرئيس بشار الأسد بارتكاب "إبادة جماعية". وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن في اتصال "بحسب مصادر متطابقة، قتل أول من أمس 50 شخصا على الأقل في إعدامات ميدانية وقصف على قرية البيضا" قرب بانياس في محافظة طرطوس. وأوضح أن "بعض الشهداء أعدموا ميدانيا بإطلاق الرصاص أو باستخدام السلاح الأبيض، أو حتى حرقا". ودان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في بيان "وقوع أحداث ترقى إلى جريمة إبادة جماعية" في القرية، مشيرا إلى أن "قوات الأسد مسؤولة بشكل مباشر" عما جرى. واعتبر أن "هذه الجريمة" تستدعي "تدخلا عاجلا من مجلس الأمن"، مطالبا "الجامعة العربية والأمم المتحدة بالتحرك السريع لإنقاذ المدنيين في بانياس وغيرها من محافظات سورية". وأشار عبد الرحمن إلى فقدان الاتصال "بالعشرات من سكان البيضا، ولا يعرف ما إذا كانوا اعتقلوا أو قتلوا أو فروا"، موضحا أن العديد منهم "لجؤوا إلى الأحياء السنية في جنوب بانياس لأنه لا يمكنهم اللجوء إلى المناطق العلوية". وصباح أمس أفاد المرصد أن القوات النظامية "تنفذ حملة مداهمات واعتقالات" في هذه الأحياء، مبديا خشيته من "أن تنفذ القوات النظامية مجزرة طائفية" في هذه الأحياء السنية. إلى ذلك توغل 70 عنصراً من الجيش السوري إلى داخل منطقة مشاريع القاع اللبنانية مهددين بتفجير المنازل "منعا لاستعمالها لأغراض عسكرية ضدهم" حسب زعمهم. ونزح الأهالي باتجاه مناطق أكثر أمانا وهم يناشدون الدولة اللبنانية مساعدتهم وتأمين الحماية اللازمة لهم. وفي سياق متصل قالت مصادر لبنانية إن اعتراف الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله بضلوع حزبه في القتال داخل سورية يجهز بضربة واحدة على دولتين..الدولة اللبنانية التي لا يراها جديرة بالمشورة والدولة السورية التي تعلن سقوطها بنفسها حال إعلانها الحاجة إلى حزب لبناني لمقاتلة مواطنيها على أرضها بالنيابة عنها". ومن جهتها رحبت "كتائب الفاروق" التابعة للجيش السوري الحر بزيارة إمام مسجد بلال بن رباح الشيخ أحمد الأسير للأراضي السورية. وقالت في بيان "نجدد التأكيد بأن عديدنا أكثر من عدتنا ويلزمنا مختلف أنواع الدعم لصد عدوان النظام ومرتزقته".