تكشفت أمس ملامح المجزرة التي ارتكبتها قوات الرئيس السوري بشار الأسد في جديدة عرطوز وجديدة الفضل بريف دمشق، بعد السيطرة عليهما مساء أول من أمس، باكتشاف مئات الجثث المقطعة بالسكاكين أو المحروقة أو المصابة بالرصاص عن قرب في بيوت ومزارع البلدتين. وفيما قالت لجان التنسيق المحلية في سورية إن عدد قتلى المجزرة بلغ 450، وقدرت المنظمة السورية لحقوق الإنسان "سواسية" عدد الضحايا بحوالي 500، أفاد المجلس الوطني السوري أمس أن المقتولين من أبناء الجولان المحتل نزحوا للبلدتين منذ الاحتلال الإسرائيلي لقراهم عام 1967 وعاشوا فيها 46 عاما، بانتظار العودة متهما حزب الله اللبناني بالمشاركة في المجازر. وطالب المجلس العالم والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية والإنسانية "أن تتحرك حالا لمواجهة جرائم النظام البشعة في ريف دمشق". وأوضح أن ما يجري بريف دمشق جرائم ضد الإنسانية وجرائم إبادة وعلى الإنسانية جمعاء أن تتحرك لمواجهتها. أما المرصد السوري لحقوق الإنسان فأشار إلى ارتفاع عدد الضحايا الذين تم توثيق مقتلهم في جديدة عرطوز وجديدة الفضل إلى أكثر من مئة قتيل، بينهم عشر سيدات وثلاثة أطفال و88 رجلا وما لا يقل عن 24 مقاتلا من الكتائب المقاتلة المعارضة للأسد. وأشار مدير المرصد رامي عبدالرحمن إلى أنها وردت أنباء أخرى عن وجود مئات القتلى داخل جديدة الفضل غير الذين وثق أسماءهم المرصد، مطالبا الصليب الأحمر التوجه إلى تلك المنطقة فورا التي تحاصرها دوريات الجيش النظامي السوري من أجل البحث في هذه المعلومات. في غضون ذلك، أعلن المتحدث باسم البيت الأبيض أمس أن الولاياتالمتحدة تشعر ب"الصدمة" حيال معلومات عن ارتكاب "مجزرة" جديدة لقوات النظام في جديدة الفضل بريف دمشق. وفي السياق، سقط 18 عنصرا من "حزب الله" اللبناني وأصيب العشرات في معارك بمحيط مدينة القصير في حمص، وأفاد المرصد السوري أن عناصر من مقاتلي النخبة بالحزب تقود المعركة ضد الثوار في القصير الحدودية مع لبنان بحمص. وأفاد المرصد أمس عن "اشتباكات مع القوات النظامية ومسلحين من اللجان الشعبية التابعة لحزب الله في قرى ريف القصير"، أدت لمقتل مقاتلين اثنين. كما أفاد الائتلاف الوطني السوري أن "قوات حزب الله وقوات النظام يقتحمان قرى ريف القصير بحمص، وسط قصف مدفعي وجوي وصاروخي كثيف"، مشيرا إلى أن "قوات النظام أصبحت على بعد ثلاثة كيلومترات من حدود القصير التي لجأ إليها أهالي القرى المجاورة، والتي اقتحمتها قوات حزب الله". وحذر ثوار القصير "من كارثة إنسانية إذا سقطت المنطقة بيد النظام وحزب الله، وطلبوا النجدة والإمداد من كل كتائب الجيش الحر". كما ناشد الثوار "أحرار لبنان بطرابلس وصيدا وزحلة إلى التحرك اليوم احتجاجا على ما تقوم به عصابات حزب الله من أعمال إجرامية ومجازر مروعة بحق السوريين". وفيما أعلن نائب رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله الشيخ نبيل قاووق أن مشاركة الحزب في القتال داخل الأراضي السورية هي "واجب وطني" للدفاع عن لبنانيين يقطنون قرى سورية، اعتبرت المعارضة أمس أن مشاركة حزب الله في معارك ريف حمص، تمثل "إعلان حرب" على الشعب السوري. وعلى صعيد آخر، كلف رئيس المجلس الوطني السوري المعارض جورج صبرة أمس بمهام رئيس موقت للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، غداة تأكيد أحمد معاذ الخطيب استقالته التي تقدم بها في مارس الماضي، حسب ما جاء في بيان للمجلس. وجاء في البيان أن صبرة الذي يتولى منصب نائب رئيس الائتلاف "تم تكليفه اليوم بالقيام بمهام رئيس الائتلاف إلى حين انتخاب رئيس للائتلاف".