لم يتحمل أهالي قرية الغشامية التي تبعد عن مدينة جازان قرابة 3 كيلو مترات، عناء تعثر مشروع جامع القرية الوحيد منذ أكثر من ثلاث سنوات والذي جعلهم يضطرون إلى أداء الفريضة في مبنى خاص لمواطن تبرع بجزء منه ليكون جامعا موقتا. ووصف أحد سكان القرية موسى غشوم، أن ما تعرض لها جامع القرية الوحيد يندى له الجبين ويحز في النفس مع أن الأهالي استبشروا خيرا عندما علموا قبل ثلاث سنوات أن هناك من سيقوم ببناء الجامع بشكل على الطراز الحديث ويحتوي جميع الأهالي في القرية وتحت إشراف من الشؤون الإسلامية، لكن بعد البدء في تنفيذ مشروع الجامع اتضح تباطؤ المقاول في التنفيذ وسط غياب واضح للشؤون الإسلامية في متابعة المقاول، حيث إن جوامع ومساجد أخرى أنشئت بعده وجهزت ومشروع جامع الغشامية ما زال قيد الإنشاء. وأشار غشوم إلى أن هناك أخطاء إنشائية وهندسية في إنشاء الجامع، والتي كشفتها الأمطار التي هطلت وهي ظهور شقوق وهبوط في بلاط السقف وتسرب مياه الأمطار من خلالها، وتم إشعار إدارة أوقاف جازان بذلك وأرسلت لجنة لمعاينة المبنى وفحصه ثم عاد بعدها المقاول بأيام للعمل ليضع مادة عازلة في سطح الجامع بحجة إصلاح ما أفسده ولذلك نطالب الجهات المعنية على رأسها نزاهة بضرورة التحقيق في تجاوزات المقاول وغياب الرقابة التي ساهمت في كل تلك التجاوزات التي مارسها المقاول في بناء الجامع. وأوضح إمام وخطيب جامع الغشامية إبراهيم غشوم، أن أهالي القرية بحاجة ماسة إلى جامع يستوعبهم ويقيهم من ضيق المصلى الحالي الذي تحول إلى جامع مما دفعهم إلى تقديم شكوى لمقام الإمارة. وأشار إلى أنة تعرض لمضايقات من مسؤولين في إدارة الأوقاف التي استدعته مؤخرا بحجة، لماذا وقع على شكوى الأهالي من تأخر إنشاء الجامع وقصور المقاول في تنفيذه، وبرر موقفه بأنه يخاف الله ويقوم بواجبه كونه مسؤولا عن المصلين وكونه واحدا منهم وفي حال افتتاح الجامع المتعثر بكل تلك الأخطاء الفادحة التي ارتكبها المقاول وبين أنه يخاف أن يسقط السقف المغشوش على رؤوس المصلين. فيما حصلت "الوطن" على تقرير فني صادر من أحد مكاتب الاستشارات الهندسية كشف من خلاله بعد المعاينة للجامع أنه يتكون من دور أرضي مسلح، بالإضافة إلى وجود مئذنة ودورات مياه توجد فيها شروخ إنشائية في بلاطات المسجد، وأن سمك بلاطة سقف المسجد لا تتناسب مع أبعاد المساحات داخل المسجد، حيث إن سمك البلاطة 15 سم، ويجب ألا يقل عن 18 سم، ونتيجة لنقص سماكة البلاطة فإن معدل الترخيم الملحوظ في البلاطات من أسفل ومن أعلى. فيما أوضح مدير فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف بجازان سعد النماسي، أمس ل"الوطن" أن سبب تأخر تنفيذ جامع الغشامية يعود لأهالي القرية الذين يعترضون دائما العمالة التي تعمل في مشروع المسجد والذي تسبب في تأخير التنفيذ من ثلاث سنوات. وأشار إلى أن القائم على بناء المسجد هو "فاعل خير" وهو يتابع معنا دائما بخصوص إكمال تنفيذ المشروع وطلب الفرع من المنفذ لمشروع الجامع إحضار تقرير فني من مكتب هندسي واستلمنا التقرير الذي بين أن الفارق في سمك البلاطة 5 سم، ولا يؤثر ونسعى لحل المشكلة في الوقت الحالي وذلك بمتابعة من سمو أمير المنطقة الأمير محمد بن ناصر وهو على اطلاع كامل بتفاصيل القضية. وبين أنه تم تشكيل خمس لجان من قبل مهندسين مختصين بالفرع للوقوف على الجامع والتي كشفت في تقريرها أنه لا يوجد فيه أي أخطاء هندسية سوى هبوط بسيط بسبب التأخير في تنفيذ المشروع.