شكّل فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف في منطقة جازان، لجنة للتحقيق في قضية مسجد "الرطيل" بمحافظة العارضة، والعمل على استجواب المقاول منفذ المشروع، والمكتب الهندسي المشرف على مراحل التشييد، بعد ظهور عيوب إنشائية وتشققات وتصدّعات وهبوطٍ بالسطح قد تشكل خطورة على المصلين بعد مُضي 5 سنوات فقط من إنجاز المشروع وتسليمه لإدارة الأوقاف. وذكرت مصادر ل "سبق" أن العقوبات قد تصل إلى إيقاف المكتب الهندسي عن العمل في حال ثبت ضلوعه في ظهور تلك العيوب وإعادة ترميم المسجد بالكامل على نفقتهما الخاصة (المقاول والمكتب الهندسي).
وقال مواطنون إن إدارة الأوقاف تتحمل جزءاً كبيراً من المسؤولية كونها لم تشرف على المراحل الإنشائية للمسجد والتزمت الصمت حيال ممارسات المقاول وتجاوزاته وعبثه بالإنشاءات، متسائلين عن سبب عدم الإشراف المباشر من قبلهم ووقوفهم موقف المتفرج، على حد تعبيرهم.
من جانبه، قال أمام المسجد الشيخ غايب العبدلي ل "سبق": اعترضنا على طريقة بناء المسجد، وأوقفنا العمل في تنفيذ المشروع غير مرة، لكن من دون جدوى، مضيفاً أن سقف مصلى النساء في المسجد يبلغ طوله 12 متراً ومع ذالك لا يوجد به سوى عمود واحد في المنتصف ومسقوف بحديد مقاس 12 ملي فرش وغطاء ودون جسور تعمل على تدعيمه، ما أدّى إلى ظهور تلك التشققات بعد سنتين فقط من إنجاز المشروع من قِبل المقاول وتسليمه لإدارة الأوقاف.
وقال: بدأنا الصلاة في المسجد في رمضان من عام 1428ه دون فرش أو أجهزة تكييف أو صوتيات حتى تم تأمينها عن طريق فاعل خير، وكانت دورات المياه دون فتحات تهوية والخزان.
من جانبه، أكد مدير عام فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بمنطقة جازان محمد المدخلي ل "سبق"، أنه تم تشكيل لجنة عاجلة من الدفاع المدني وإدارة الأوقاف بالعارضة؛ لفتح تحقيق في قضية مسجد "الرطيل" مع المقاول والمكتب الهندسي لمعرفة أوجه القصور والأسباب التي أدّت إلى ظهور تلك العيوب والرفع بالتقارير فوراً للجهات المعنية.
وكانت "سبق" قد نشرت، الخميس الماضي، تقريراً عن إيقاف الصلاة في مسجد الرطيل بمحافظة العارضة من قِبل إدارة الأوقاف استجابة لتحذيرات الدفاع المدني حفاظاً على أرواح المصلين بعد الشكوى التي تقدّم بها عددٌ من المواطنين.