بعد سلسلة النجاحات التي حققتها بعض البرامج الشبابية عبر "يوتيوب" والتي تنتقد سلبيات الواقع ظهر في جانب آخر عدد من البرامج المعنية بالتحديات بين الشباب، والتي يتابعها كثير، ورغم أن هذه المقاطع تحقق الشهرة لأبطالها إلا أنها توقعهم في بعض الأحيان في دائرة الخطر. يقول علي الأحمري "من أكثر مقاطع الفيديو التي انتشرت مؤخرا فيما يسمى بقنوات التحدي مقطع لشباب سعوديين يقومون بعمل أشياء يطلبها منهم المتابعون، ويتحدونهم بالقيام بها، كتناول الفلفل الحار، أو القرفة، أو رفع صوت مسجل السيارة عند الإشارة، أو دخول محل تجاري كبير بملابس غير لائقة". وأضاف أن "الأمر أحيانا لا يكون مقززا أو محرجا وحسب، ولكن يصبح خطيرا على صحة الشاب، كالتعرض لطريق سيارات سريع، أو تناول أطعمة بكميات كبيرة. وأضاف راجح المالكي وهو أحد الذين جربوا هذه التحديات، وكادت تودي بحياته أن "مجموعة من أصدقائه على تويتر و"فيسبوك و"يوتيوب" تحدوه لكي يركب سيارة مع سائق محترف يقودها بشكل مائل بدرجة 90، ومن ثم الخروج من النافذة، وحمل أكواب زجاجية، وأثناء تنفيذ المحاولة تعرضت السيارة لحجر صغير فانقلبت، وكدت أفقد حياتي". خالد العمري أحد الشباب الذين تبنوا فكرة برنامج باسم "تحدي الموت" يقول "فكرة البرنامج سهلة وهي إنشاء قناة يوتيوب خاصة بنا، ومن ثم تسجيل فيديو أسبوعي لتحد معين يصل فيه الفرد إلى حافة الموت، ومن الأفكار التي وصلتنا النوم على سكة قطار مكة أثناء مروره، أو الجلوس في وسط شارع مزدحم بالسيارات المارة، أو لعب الكرة على سطح منزل منزلق، أو تناول عدد معين من الحبوب المنومة أمام الكاميرا، أو تناول علبة كاملة من صلصة الفلفل الحارة وغيرها، ومعظم التحديات قمنا بها، ومنها ما انعكس سلبا علينا، واضطر أحدنا للتنويم في المستشفى، وتعرض آخر لكسر في ساقه، لكننا ما زلنا مستمرين لأن مشاهدات وتعليقات المتابعين تزيد من حماستنا". من جانبه أوضح الاختصاصي الاجتماعي بمديرية الشؤون الصحية بعسير خالد آل سليم أن "من الواضح أن حب الظهور قد استمال بعض الشباب المتحمسين إلى ابتداع حركات تجذب لهم الشهرة، ولذلك بدأت ظاهره خطيرة تعنى بتحد لا يمت للتنافس بصلة من أجل الخروج عن المألوف ومن ثم انتقلت تلك التحديات من الغرب إلى الشرق بدافع التقليد أولا ثم الشهرة ثانيا ". وأضاف أن "تلك الظاهرة تتفاقم بفعل من يحيط بهؤلاء المراهقين ومن يشجعهم على فعلها، فهم لا ينظرون سوى إلى الهدف المرسوم في مخيلتهم، وهو الشهرة فقط، ولا يحسبون حسابا للنتائج". وفيما يتعلق بالحل للحد من انتشار هذه المقاطع أضاف "وجب على الشركات والمؤسسات المالكة والمشغلة ل"يوتيوب" حظر تلك المقاطع والحد من استشرائها، لأنها مثيرة حقا للفضول والتقليد ومن ثم الخطر على حياة كثير، ثم يأتي الدور على أصحاب القرار في المجتمع سواء الأسرة، أو المدرسة، أو المسجد في مناقشة هؤلاء الشباب وتلبيه رغباتهم، لأن مثل هذه السلوكيات وراءها وجود احتياجات لم تتحقق للشباب، كذلك يجب توفير البدائل في استثمار أوقاتهم. وأوضح آل سليم أن "من يتمتعون بروح الحماس والتحدي يجب أن نوفر لهم ألعاب تتسم بالاثاره والمنافسه الشريفه في أطر مقننة وآمنة، مثل ألعاب ال"تيلي ماتش" التي تقام صيفا في أبها ، أو الرحلات البرية، أو مسابقات التسلق الجبلي وفق أطر السلامة المتاحة.