أحيت مدينة حلبجة العراقية الكردية أمس الذكرى ال25 لتعرضها للقصف الكيميائي، بالدعوة إلى ترسيخ مبدأ التسامح بدل "الكراهية". واحتشد في وسط حلبجة الواقعة شمال شرق بغداد مئات من سكان المدينة والقرى المحيطة بها، وبدؤوا يجولون منذ الصباح شوارعها وهم يرفعون أعلاما كردية، فيما رفع آخرون صورا لبعض ضحايا القصف. وأمام "نصب الشهداء" في المدينة المحاذية للحدود الإيرانية، علقت صور لضحايا القصف الكيميائي الذي وقع 1988 في الفترة الأخيرة من الحرب العراقية الإيرانية. وأدى القصف الذي شنته طائرات حربية إلى مقتل بين أربعة إلى سبعة آلاف شخص معظمهم من النساء والأطفال في قصف بمختلف أنواع الأسلحة الكيميائية مثل غاز الخردل والسارين وخليط آخر يشل الأعصاب بحسب تقديرات كردية مستقلة. وقال سامان (23 عاما) وهو طالب فنون جميلة "أفتخر أنني أنتمي إلى هذه المدينة، وعندما أسمع اسمها أفرح بدل أن أحزن". وأضاف "أقربائي خلال القصف، جدي وخالي وابن خالي وأهلي يروون لي دائما تفاصيل ما حدث". وتابع "قالت لي أمي إنه كان يوما جميلا وإن العائلة كانت في المنزل عندما سمعت صوت طائرة ثم صوت قصف، فخرجت العائلة ومات من مات منها، وهرب من هرب، ومنهم أمي وأبي اللذان نجيا وهربا إلى إيران". من جهته، قال أبو محمد (52 عاما) كنا في مكان قريب وجئنا بسرعة لما سمعنا صوت القصف، ومن بعيد، رأيت جثث أطفال ونساء ورجال ملقاة في الشارع". وأضاف "أنها مأساة ما بعدها مأساة، لكنها، شجعتنا، على أن نحقق بعضا من حقوقنا". ووضعت في ساحة مقابلة للنصب شاحنة صغيرة قتل فيها عدد من السكان وإلى جانبها قطع من صواريخ، يقول المشرفون على النصب إنها تعود إلى الصواريخ التي كانت تحمل المواد الكيميائية. ورفعت في أرجاء المدينة لافتات كتب عليها "من الدموع إلى الأمل" و"من الكراهية إلى التسامح" وهي دعوة يؤكد عليها المسؤولون الأكراد منذ بدء إحياء ذكرى عمليات الأنفال الخميس الماضي.