أعلن في قضاء حلبجة التابع لمحافظة السليمانية إصابة ثمانية أشخاص بتلوث كيماوي، عقب العثور على بقايا طائرة سقطت في آذار عام 1988 وصاروخ غير منفجر يعتقد أنه كيماوي. وقد يكون ذلك أحدث دليل لحسم الجدل الدائر حول قصف المدينة بالأسلحة الكيماوية خلال الحرب العراقية – الايرانية في أواخر حقبة الثمانينات. وقال قائمقام قضاء حلبجة كوران أدهم في تصريح إلى «الحياة» إن «ساحة وسط المدينة شهدت سقوط طائرة عندما تعرضت حلبجة للقصف الكيماوي في نيسان 1988، وطمرها الإيرانيون بالتراب، وخلال تنفيذ البلدية أعمالاً إنشائية لإزالة بقايا الطائرة وتحويل المنطقة إلى متنزه، تم العثور على صاروخ من المؤكد أنه رأس كيماوي، إذ أن رائحته كريهة جداً، وأصيب كل من اقترب منه باختناق في التنفس». ولفت إلى أن «اعمال ملاكات البلدية توقفت، وطوق المكان في انتظار وصول خبراء المتفجرات لرفع الصاروخ، في حين أن بقايا الطائرة ما زالت مطمورة، وأنا متأكد من أنها عراقية لأن احد الذي شاهدوا سقوطها في تلك الحقبة، وعلى الأرجح أنها من نوع سوخوي روسية الصنع». وأوضح أدهم أن «سبعة أشخاص أصيبوا إصابات بسيطة تمثلت بالحساسية والاختناق، وحالتهم الآن مستقرة». وقتل حوالى 5000 شخص وأصيب أكثر من عشرة آلاف في حلبجة في آذار (مارس) 1988 عندما تعرضت لقصف كيماوي، اتهم حينها نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين طهران بتنفيذ الهجوم، لكنها نفت صحة تلك الاتهامات، فيما اعتبر أكراد العراق أن «لا شكوك» في أن النظام السابق هو المتهم الوحيد في القضية. وكانت الولاياتالمتحدة أقدمت على غزو العراق في نيسان (ابريل) عام 2003 بعد أن اتهمت النظام العراقي بامتلاك اسلحة دمار شامل، إلا أنها لم تتمكن من العثور على أي دليل يثبت صحة تلك الادعاءات. وصوت البرلمان العراقي بالإجماع في أواسط آذار (مارس) الماضي على اعتبار قضية حلبجة «إبادة جماعية»، وسط ترحيب كردي واسع، على المستويين الشعبي والرسمي.